توليد الكهرباء من الفحم بالصين
توليد الكهرباء من الفحم بالصينرويترز

بعكس التزامات المناخ.. الصين تضاعف استهلاك الفحم 8 أضعاف

أخلت الصين بوعودها الأخيرة التي أطلقتها للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عبر المضي في زيادة إنتاج الطاقة من الفحم.

وكانت الصين قد أعلنت في أعقاب اتفاق باريس، عن عزمها تثبيت المستوى الحالي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتخلّص من هذه الانبعاثات نهائياً بحلول العام 2060 وفقاً لصحيفة لو فيغارو.ولتحقيق هذه الأهداف الطموحة، حدّدت بكين لنفسها سلسلة من المراحل الانتقالية. ويتعين على الصين، وهي الدولة الملّوثة الرئيسة على الكوكب، أن تضمن بنحو خاص أن 20% من طاقتها تأتي من بدائل الوقود الأحفوري في عام 2025، مقارنة بـ 16.7% في عام 2021.

ويجب عليها أيضاً أن تقلّل من نسب الكربون في اقتصادها، مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي، بـ18% بحلول عام 2025. ولكن نظراً للمشاريع والإنجازات الجارية التي تقوم بها في مجال المحروقات، يبدو أن تحقيق هذه الأهداف بعيد كل البعد. ويحذّر تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، وهي مجموعة مستقلة مقرها في فنلندا، من أن الصين بعيدة كل البعد عن تحقيق ذلك، وهو أمر خطير.

زيادة الانبعاثات

والعام الماضي، زادت انبعاثات الكربون من صناعة الطاقة في الصين بنسبة 5.2%. وما فاقم الوضع، موجات الجفاف المتعاقبة التي خفضت إنتاج الطاقة الكهرومائية إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقدين، في حين ارتفعت احتياجات البلاد من الكهرباء.

وأفرطت بكين في الاستثمار في الكهرباء التي تنتجها محطات الطاقة التي تعمل بالفحم. وتشير الدراسة إلى أنه في حين قدّم الرئيس شي جين بينغ في عام 2021 التزاماّ  لرقابة صارمة على محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم، حيث كان من المفترض أن يأتي أكثر من نصف النمو من مصادر الطاقة المتجددة، فالعكس هو الذي حدث، إذ ما يقرب من نصف (46%) النمو في استهلاك الطاقة يأتي من الفحم، و 70% يأتي من الوقود الأحفوري.

وهناك 30% فقط من النمو في استهلاك الطاقة يأتي من الطاقات المتجددة، وخاصة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وتضاعفت الموافقات على محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم أربع مرات بين عامي 2022 و2023 مقارنة بالأعوام من 2016 إلى 2020. ومنذ بداية عام 2022، تمت الموافقة على إنتاج ما يقدر بنحو 218 جيجاوات من محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم.

 وفي عام 2023 وحده، وافقت الصين على ما لا يقل عن 106 جيجاوات من الطاقة التي تعمل بالفحم. وبهذه الطريقة، تعمل البلاد على تسريع وتيرة محمومة لإصدار التصاريح التي أعطيت في عام 2022، أي ما يعادل محطتين جديدتين لتوليد الطاقة تعمل بالفحم كل أسبوع، يضاف إليهما كل أسبوع أيضاً إطلاق بناء مصنع جديد.

وزاد نمو استهلاك الفحم في الصين منذ عام 2016، بما في ذلك خارج قطاع الطاقة، بمقدار ثمانية أضعاف. وفي الواقع، يبدو أن اقتراب الموعد النهائي للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والتي يجب أن تحدث قبل عام 2030، يشجع العديد من الجهات الفاعلة على زيادة المشاريع كثيفة الكربون بنحو عاجل.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com