هذه البلدان هي الأغلى في إفريقيا..

تتقاسم ساحل العاج والسنغال وإثيوبيا منصة الدول الإفريقية حيث تكاليف المعيشة هي الأعلى في القارة، وفقاً لأحدث الأرقام التي نشرت في فبراير الماضي على قاعدة بيانات "نمبيو"، وذلك بعد أن عانت هذه الدول من آثار التضخم.

ويستطيع الشخص أن يشتري سلعاً وخدمات أقل بنسبة 91.5% في ساحل العاج مقارنة بما يستطيع الشخص شراءه في نيويورك، على افتراض أن الظروف الإقتصادية متساوية نسبياً.

وعلى العكس من ذلك، في جنوب أفريقيا، لا تزال القوة الشرائية مرتفعة للغاية على الرغم من تكلفة المعيشة المعتدلة، ما يشير إلى قدرة اقتصادية قوية للسكان. وهكذا، يستطيع المواطن في جنوب أفريقيا أن يشتري أقل بنسبة 15.5% من سكان نيويورك في ظل نفس الظروف، مع انخفاض تكلفة المعيشة في جنوب إفريقيا بنسبة  66%. وفي نيجيريا، تكلفة المعيشة منخفضة، لكن القوة الشرائية أيضاً منخفضة، ما يشير إلى أن الأسعار المنخفضة لا تدلّ بالضرورة على مستوى عال في جودة الحياة. وتعد موريشيوس أفضل بلد من حيث التوازن بين تكلفة المعيشة والقوة الشرائية، ما يدل على ان مستوى حياة السكان فيها أفضل من أي مكان آخر في القارة، على  افتراض المساواة في الدخل.

التضخّم

وبعد ان احتلت السنغال المركز الأول في تكلفة المعيشة عام 2023، تراجعت هذا العام عن ساحل العاج. ومن جانبها، شهدت مصر زيادة في تكاليف المعيشة، متجاوزة تلك الموجودة في تونس وكينيا ونيجيريا، ويرجع ذلك أساساً إلى آثار تضخّم مفرط. ففي عام 2023، شهدت معدلات التضخم تصاعداً ملحوظاً خاصة في إفريقيا، حيث وصل التضخم الإفريقي إلى 17.8%، بزيادة قدرها 3.6 نقاط مقارنة بعام 2022، حسب تقرير لبنك التنمية الإفريقي في فبراير الماضي. وفي الوقت نفسه، شهد النمو الاقتصادي تباطؤاً ملحوظاً، حيث انخفض من 4.1% بالمتوسط ​​إلى 3.2%. وفي حين أن التوقعات لعام 2024 تبدو واعدة أكثر، ما يشير إلى تحسن في الوضع، إلا أن التضخم يظل مصدر قلق مباشر. ومن الممكن أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي، وفقاً لتوقعات البنك المركزي لدول غرب أفريقيا، وأن يؤثر بنحو مباشر على القوة الشرائية التي تتعرض بالفعل لضغوط كثيرة.

المقياس

ويعتمد مؤشر تكلفة المعيشة لـ"نمبيو" على تكاليف السلع والخدمات باستثناء الإيجار، والتكلفة في نيويورك هي المرجع له. ويغطي هذا المقياس الإنفاق الاستهلاكي اليومي والتموين والنقل والمرافق. فكل مؤشر أعلى من 100 في مكان ما، يعني أن العيش فيه أكثر تكلفة مما هي عليه في نيويورك، والمؤشر الأقل من 100 في مكان ما، يعني أن المعيشة فيه أقل تكلفة مما هي عليه في نيويورك.

وعلى سبيل المثال، المؤشر 120 يعني أن تكلفة المعيشة في الدولة التي تمت دراستها، أعلى بنسبة 20% مقارنة بنيويورك، وعلى العكس من ذلك، يشير المؤشر البالغ 70 إلى أن تكلفة المعيشة أرخص نسبياً بـ30%.

وتشير القوة الشرائية المحلية إلى عدد السلع والخدمات التي يمكن أن يشتريها الشخص الذي يتقاضى راتباً متوسطاً، مقارنة بالمؤشر الأساس.

فبالنسبة لدولة معينة، يعني المؤشر البالغ 40 أن سكانها، الذين يتقاضون راتباً متوسطاً يمكنهم شراء منتجات أقل بنسبة 60% من تلك التي يشتريها سكان نيويورك في ظل نفس الظروف.