شاحنات لنقل النفط
شاحنات لنقل النفطرويترز

"الهند أولاً".. البترول يوطد العلاقة بين موسكو ونيودلهي

تضع الهند مصالحها أولاً، وتستفيد أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، من الخصومات بين الغرب وروسيا، واستوردت بأسعار جذابة ما قيمته 72 مليار دولار من النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية في عامي 2022 و2023، وفقا لوزارة التجارة الهندية.

وبعد عامين من الحرب في أوكرانيا، أصبحت روسيا شريكاً أكثر أهمية بالنسبة للهند، وفقاً لصحيفة لوفيغارو. وكانت موسكو قبل الحرب، المورد الرئيسَ للأسلحة للهند، والآن أثبتت نفسها كمورد رئيسٍ للنفط، وقد رحبت نيودلهي بهذا الأمر بعد أن كانت تستورد إمداداتها النفطية من العراق والخليج.

وفي العام الماضي، اشترت شركات النفط الهندية ما قيمته 48 مليار دولار من النفط، أو ما يقرب من 15% من إيرادات الميزانية الفيدرالية الروسية. وهكذا تمكنت الهند من كبح ارتفاع أسعار الوقود بالنسبة لسكانها.

ومع ذلك، لم تكفِ مشتريات الهند من النفط الروسي لتمويل المجهود الحربي الروسي. وبسبب عدم قدرة نيودلهي على استخدام الدولار على نطاق واسع نتيجة العقوبات، دفعت شركات النفط الهندية في البداية لعملائها الروس بالروبية. وسمح البنك المركزي الهندي للعديد من المؤسسات المالية الروسية بفتح حسابات في البنوك في الهند لتسهيل التحويلات بعملتها.

فوجد الروس أنفسهم يخزّنون الروبيات ولم يعرفوا ماذا يفعلون بها. وفي عامي 2022 و2023، صدّرت روسيا للهند بضائع بقيمة 94 مليار دولار، بينما باعت الهند لروسيا ما قيمته 7 مليارات دولار فقط. وهكذا لم تستطع موسكو استخدام الروبية إلا لدفع جزء صغير من وارداتها. فاستثمرت الأموال الباقية في الاقتصاد الهندي، ولا سيما في بورصة بومباي واشترت سندات خزانة. إلا أن هذه الاستثمارات لم تحل المشكلة.

الهند أولاً

لذلك حاولت حكومة ناريندرا مودي توسيع استخدام الروبية في المعاملات الدولية. ووقعت اتفاقية بهذا الخصوص مع ماليزيا في أبريل 2023، وتعمل على الاستغناء عن الدولار في تجارتها مع بعض جيرانها. وفي الصيف الماضي وجدت نيودلهي حلاً. فبعد توقيع اتفاقية في يوليو 2023، باشرت بتقويم تجارتهما بالروبية وهذا ما يصب في مصلحة الهند وروسيا.

ووفقاً لحسابات وكالة بلومبرغ، هناك ما يقرب من 15 مليون برميل طلبتها الهند من روسيا، لا تزال عالقة في ناقلات في ماليزيا وكوريا الجنوبية منذ عدة أسابيع، في انتظار دفع ثمن الشحنة في روسيا.

ونفى وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري في أوائل يناير، وجود أي صعوبات في الدفع، وادعى أن المشتريات انخفضت في الأشهر الأخيرة لأن الأسعار التي تفرضها شركات النفط الروسية لم تعد جذابة كما كانت من قبل.

لكن التجارة بين الهند وروسيا تزعج الاتحاد الأوروبي. وفي 21 فبراير، أعدت المفوضية الأوروبية عقوبات جديدة ضد 200 شخص وشركة، بينها وللمرة الأولى شركة هندية.

وتظل نيودلهي وفية لدبلوماسية "الهند أولاً". وعندما سُئل سوبرامانيام جيشانكار، وزير الخارجية الهندي، عن مشتريات النفط الروسي خلال مؤتمر ميونيخ الأمني ​​في 17 فبراير الماضي، لم يتردد وقال: "إذا كنت ذكياً بما يكفي لأحصل على عدة أوراق في يدي، فعليكم أن تقدروني بدلاً من انتقادي".

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com