هجرة الأدمغة تهدد ألمانيا.. 14% من الطلاب يخططون للعمل بالخارج

تسعى ألمانيا إلى جذب الطلاب الأجانب والعمالة الماهرة، في مواجهة النقص الكبير في اليد العاملة. لكن العديد من الطلاب يخططون للعمل في دول أخرى، وفقاً لصحيفة "دير شبيغل".

فألمانيا جذابة وتستقطب الطلاب الأجانب، وتريد الاستمرار في احتضانهم، للتعويض عن النقص في العمالة المؤهلة، لكن ما يقرب من واحد من كل سبعة طلاب، أي نحو 14%، يعتزمون مغادرة ألمانيا بعد انتهاء الدراسة، بحسب صحيفة "دي فيلت". وكشف استطلاع جديد أجراه موقع "جوب فالي" وقسم اقتصاديات العمل في جامعة "ماستريخت" في هولندا، شمل 12343 طالباً، أن 28% من الطلاب أجانب.

وبحسب "دي فيلت" "ينجذب الطلاب الأجانب في ألمانيا، بشكل خاص إلى بلدهم الأصلي أو إلى بلدان أخرى. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الطلاب الألمان، الذين يحلمون أيضا بالانتقال إلى الخارج. 

وتقول الصحيفة إن العديد من الوزراء يسافرون منذ أشهر حول العالم، لتشجيع الشباب على الدراسة في ألمانيا. وأصدرت البلاد قانوناً لتسهيل الهجرة المؤهلة، وأبرمت اتفاقيات توظيف مع العديد من البلدان.

وعلى الرغم من هذه الجهود، فالوضع لا يزال مثيراً للقلق. ووفقاً لغرفة التجارة والصناعة، يوجد حالياً 1.8 مليون وظيفة شاغرة.

والنقص قوي بشكل خاص في قطاعي التكنولوجيا والصحة. وتشير الصحيفة إلى أن هذا الوضع قد يتفاقم، وأضافت أن البلاد مهددة بشكل متزايد بسبب هجرة الأدمغة.

ومن الممكن تفسير هذه الرغبة في الهجرة، بالتباطؤ الاقتصادي الذي تشهده ألمانيا والتشاؤم الناتج عنه. ومع ذلك، تظل ألمانيا دولة جذابة للطلاب الأجانب، خاصة بفضل انخفاض رسوم التسجيل في الجامعات، مقارنة بالدول الأخرى.

وكان هناك 370 ألفاً مسجلين في الجامعات الألمانية، في شتاء عام 2023-2024، وهو رقم قياسي. وقد ترحب السلطات برقم آخر، إذ بحسب وزارة التعليم الفيدرالية، لا يزال 45% من الطلاب الدوليين، يعيشون في ألمانيا بعد مرور عشر سنوات على بدء دراستهم.

يشار إلى أن تكلفة الدراسة باللغة الإنجليزية تقدر بحوالي 800 يورو لكل فصل دراسي، مع إضافة تكاليف إضافية للكتب والمحاضرات.

وتعتمد الجامعات الخاصة في ألمانيا على الرسوم الدراسية، كمصدر رئيسي لتمويلها، وبالتالي قد تكون هذه الرسوم أعلى بعض الشيء.