تقارير
تقاريرالبنك المركزي الأوروبي

أسعار النفط.. هل تعرقل خطط المركزي الأوروبي لخفض الفائدة؟

أثارت التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أوسع، وسلط الضوء حول التداعيات الاقتصادية العالمية المحتملة.

وبالنسبة لأوروبا، تشمل المخاوف الرئيسية ما إذا كان ارتفاع أسعار الطاقة قد يؤثر على عملية صنع القرار في البنك المركزي الأوروبي فيما يتعلق بخفض سعر الفائدة المخطط له في يونيو، وفقا لموقع يورونيوز.

فبعد أقل من أسبوع من الهجمات الجوية الإيرانية على إسرائيل، ردت الأخيرة بضرب بعض الأهداف العسكرية في إيران بين عشية وضحاها.

ووصف الهجوم بأنه "محدود"، ولم يبلغ عن وقوع أضرار جسيمة أو خسائر بشرية. إلا أن هذا التطور فاجأ الأسواق، خاصة بعد الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون لمنع المزيد من التوترات في الشرق الأوسط.

وبعد هذه الأخبار، شهدت أسعار النفط والذهب ارتفاعًا، في حين انخفضت أسواق الأسهم الأوروبية يوم الجمعة.

وقد دفع هذا التحول في الأحداث المستثمرين إلى التفكير فيما إذا كان هذا التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران قد يتصاعد إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، مما يؤثر سلبًا على المشهد الاقتصادي العالمي.

ومن بين المخاوف الرئيسية فيما يتصل بالتوقعات الاقتصادية لأوروبا ما إذا كانت الارتفاعات المحتملة في أسعار النفط والطاقة قد تثني البنك المركزي الأوروبي عن خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب.

* خطط للخفض

وفي اجتماعه في أبريل الجاري، أشار البنك المركزي الأوروبي إلى احتمال خفض سعر الفائدة في يونيو، وأوضح البيان الرسمي أنه "إذا كان تقييمنا المحدث لتوقعات التضخم، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية سيزيد من ثقتنا في أن التضخم يتقارب مع هدفنا بطريقة مستدامة، فسيكون الأمر مناسب لخفض المستوى الحالي لقيود السياسة النقدية".

وحتى الصوت الأكثر تشدداً في البنك المركزي الأوروبي، وهو روبرت هولزمان، محافظ البنك المركزي النمساوي، أقر بدعم الأغلبية المحتمل لخفض أسعار الفائدة في يونيو، رهناً باتجاهات التضخم المتوقعة والظروف الجيوسياسية المستقرة.

ومع ذلك، أعرب عن شكوكه بشأن التخفيضات المتعددة في أسعار الفائدة في غياب التعديلات من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هذا العام.

* تأثير تضخمي

لكن اللافت للنظر أنه منذ بداية الهجمات الإيرانية شهدت أسعار النفط انخفاضًا، حيث انخفض خام برنت بنحو 5 دولارات للبرميل من أعلى مستوى له عند 92 دولارًا، الأسبوع الماضي، إلى 87 دولارًا حاليًا.

ووفقا ليورونيوز، أبرز محللو بنك غولدمان ساكس أن أسعار النفط استوعبت بالفعل علاوة مخاطر جيوسياسية تتراوح بين 5 و10 دولارات للبرميل.

ويمكن أن تؤدي المواجهة الشديدة والمستمرة بين إسرائيل وإيران إلى المزيد من الارتفاعات في أسعار النفط، بالنظر إلى أن إيران تساهم بحوالي 3.3% من إنتاج النفط الخام العالمي بنحو 3.4 مليون برميل يوميًا.

ومع ذلك، فإن التأثير التضخمي المترتب على ارتفاع أسعار النفط في أوروبا لن يعتمد إلى حد كبير على الارتفاع الأولي فحسب، بل وأيضاً على المدة المطولة لارتفاع الأسعار.

بدورها، قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، رداً على سؤال محدد حول ارتفاع أسعار النفط: "لقد تعلمنا من الصدمات الأخيرة أن تكاليف الطاقة تلعب دوراً مهماً ونحن منتبهون جداً لتلك التطورات".

لكنها شددت أيضًا على أن البنك المركزي الأوروبي ينظر إلى مجموعة أوسع من ديناميكيات الأسعار داخل سلة المستهلكين.

وتاريخيًا، كما حدث في نوفمبر 2020، استغرق ظهور آثار ارتفاع أسعار النفط على معدلات التضخم في منطقة اليورو أشهرًا إن لم يكن ربعًا.

لذلك، قال تقرير يورونيوز إنه ما لم يكن هناك تصعيد كبير في الشرق الأوسط، فمن غير المرجح أن يتغير خطاب التضخم في أوروبا بشكل كبير بحلول يونيو، مما يدعم احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض سعر الفائدة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com