تقارير
تقاريرالرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين- رويترز

ربط الاقتصاد بالصين.. هل يمثل خيارا وحيدا أمام بوتين للصمود ضد الغرب؟

اعتبر ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا أوراسيا للأبحاث، أن ربط اقتصاد موسكو باقتصاد بكين، هو الخيار الوحيد أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمواصلة حربه مع الغرب، والشراكة بلا حدود لروسيا مع الصين موجودة لتبقى.

إذ أشار، في مقال افتتاحي لمجلة "فورين أفيرز"، إلى أن اقتصاد روسيا والصين أصبحا متشابكين بشكل متزايد، منذ أن بدأت موسكو الحرب ضد أوكرانيا في عام 2022.

وأضاف أن البلدين زادا من شراكتهما التجارية إلى مستوى قياسي، بلغ 240 مليار دولار في العام الماضي، وحدث ذلك جزئيًا لأن الصين استحوذت على السلع الروسية الرئيسية، في حين تجنب الغرب التجارة مع موسكو.

وفي الوقت نفسه، اشترت روسيا كميات هائلة من البضائع الصينية، مع تزايد عزلتها عن الاقتصاد العالمي.

وقال غابويف إن روسيا حريصة على الحفاظ على تحالفها مع الصين، حيث تساعد الشراكة روسيا "بشكل قاطع" في تحقيق ثلاثة من أهدافها، مساعدتها على الفوز في حربها ضد أوكرانيا، ومساعدة اقتصادها المتعثر، ومساعدة الأمة في التصدي للغرب من أجل تحقيق النصر.

وأكد أن هذه هي الحوافز الرئيسية لروسيا، لمواصلة شراكتها مع الصين، حتى عندما يبدو أن بكين تتمتع بميزة على موسكو كشريك تجاري، فاقتصادها أكبر ولا يزال يحافظ على ارتباطه بالغرب، في حين تعاني بعض التجارة الروسية في ظل العقوبات الغربية.

وقال غابويف: "إن روسيا تحصر نفسها الآن في تبعية للصين، وبعد عامين، ستكون بكين أكثر قدرة على إملاء شروط التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والإقليمي مع موسكو. والكرملين ليس غافلاً عن هذا الاحتمال، لكن ليس لديه الكثير من الخيارات طالما يحتاج بوتين إلى ذلك".

واعتبر غابويف أن الشراكة الدائمة بين موسكو وبكين، تشير إلى أن الغرب يحتاج إلى النظر في فرض عقوبات اقتصادية على الصين، مماثلة لتلك المفروضة على روسيا.

وأشار إلى أن الوضع الحالي يختلف عن الماضي، عندما كانت الولايات المتحدة قادرة على التدخل، وتقديم صفقات استراتيجية للصين خلال الحرب الباردة.

وتابع: "في الواقع، يعد تعميق هذه الشراكة، إحدى النتائج الأكثر أهمية للمأساة الأوكرانية. وقد لا توقع موسكو وبكين تحالفًا رسميًا أبدًا، لكن تطور علاقتهما في السنوات المقبلة، سوف يؤثر بشكل متزايد على العالم ويتحدى الغرب".

وأردف غابويف: "أي آمال في إبعادهما عن بعضهما البعض ليست أكثر من مجرد أمنيات".

وأشار خبراء آخرون في الشؤون السياسية أيضًا، إلى المخاطر المحتملة الناجمة عن العلاقات المتنامية بين روسيا والصين، خاصة وسط المخاوف الجيوسياسية المتزايدة حول العالم.

إذ كتب بروس كلينجنر، وهو باحث في مركز أبحاث مقره واشنطن، في مذكرة حديثة، أن التحالف بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، يمكن أن يشكل " تهديدًا كبيرًا " للنظام المالي العالمي والأمن.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com