أرجنتينية تبتاع الخضراوات
أرجنتينية تبتاع الخضراواترويترز

مع تسارع التضخم.. الأرجنتينيون يقايضون السكر والمعكرونة

تسخير السوشيال ميديا لتسهيل المقايضات
يزداد عدد الأرجنتينيين الذين يتجهون إلى مقايضة السلع، في مواجهة التضخم المتسارع، ما يعيد إلى الأذهان المرحلة الرهيبة، التي مرت بها البلاد بعد الأزمة الاقتصادية الخطيرة عام 2001.

وكتبت صحيفة "إل تيريتوريو" المحلية: "لم نرغب برؤية هذا الوضع مرة أخرى، لكنه عاد إلى الظهور".

وظل التضخم يتفاقم منذ عدة سنوات، جالباً معه الفقر الذي أثر على أكثر من 40% من السكان، لكن عقب تخفيض قيمة البيزو بمقدار النصف، بناء على طلب الرئيس الليبرالي الجديد، خافيير مايلي، ارتفع التضخم بشكل كبير، ووصلت نسبته إلى 25.5% في شهر ديسمبر، وفقاً للمعهد الوطني للإحصاء.

وتقول ناتاليا فوتشيا، التي شاركت في إطلاق فكرة المقايضة، للصحيفة المحلية "بريميرا بلانا": بسبب هذا الوضع الصعب الذي نمر به، لا أحد قادر على تغطية نفقاته، سواء كان لدينا وظيفة أم لا".

وأضافت:"أنا أعمل كثيراً ولا أبقى في المنزل أبداً ، لكن هذا ليس كافياً"، فالأسعار في محلات السوبر ماركت والمتاجر المحلية، مرتفعة للغاية بالنسبة للعديد من الأرجنتينيين.

وتقوم فكرة مراكز المقايضة. التي باتت منتشرة بجميع أنحاء البلاد، على تبادل المنتجات ذات القيمة المماثلة. وقالت فوتشيا: "نستبدل ما لدينا مما لا نحتاج إليه، بشيء نفتقر إليه، وهناك طلب كبير على المواد الغذائية، وخاصة الزيت والمعكرونة والسكر".

ظل 2001

واشارت صحيفة بريميرا بلانا إلى أن طريقة التبادل هذه، كانت أداة بالغة الأهمية، خلال الأزمة الاقتصادية عام 2001.

وفي ذلك الوقت، اضطر جزء كبير جداً من أبناء الطبقة الوسطى، إلى الانضمام إلى هذه المراكز لتلبية احتياجاتهم. ولم يتوقف نظام التبادل هذا عن الوجود قط، ولكن الارتفاع الهائل الأخير في التضخم، أدى إلى إعادة إطلاق عدد من المبادرات والمراكز الإضافية، لتغطية احتياجات الحياة.

وتكيفت المقايضة مع عصر السوشيال ميديا، إذ يتم إبرام العديد من المعاملات أولاً عبر الإنترنت قبل التبادل الفعلي.

وتقول ناتاليا فوتشيا :"وضعت رسالة على صفحة فيسبوك، لأسأل فيها عما إذا كان أي شخص مهتماً بإنشاء مجموعة للمناقشة، وبالفعل أصبح على برنامج "واتس أب" أكثر من 400 شخص، أعربوا عن رغبتهم للمناقشة حول هذا الوضع".

ونجحت هذه المجموعات كثيراً، لدرجة أن تنظيمها بات صعباً أحياناً على الموقع، وخصوصاً بسبب طلبات المبتدئين، الذين لم يراعوا أماكن وجود باقي الأعضاء.
وكان الرئيس الجديد قد أعلن عن صعوبة الوضع الراهن، خلال حملته الانتخابية، وأن الأرجنتين ستمرّ في مرحلة أولى صعبة للغاية، وذلك من أجل تصفية حساباتها بشكل كامل.

وأدى تحرير أسعار الطاقة والبنزين، وقبل كل شيء، المواد الغذائية إلى زيادة عنيفة للغاية في جميع الأسعار.

وبحسب صحيفة "لا ناسيون"، تشكل مراكز المقايضة، شبكة دعم في الأحياء، بحيث يتم توزيع ثقل الأزمة على الجميع. لكن هذا الثقل يزداد ثقلاً، ولم يعد لدى الأرجنتينيين مجال كبير لمواصلة شد الأحزمة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com