ووفقاً لبلومبرغ، سجل الدولار الأميركي انتعاشاً قوياً مقابل العملات الأخرى اليوم ليواصل سلسلة مكاسبه لليوم الخامس، مما أدى إلى إضعاف العديد من العملات الآسيوية بنحو يتجاوز المستويات المراقبة عن كثب، وهو أمر دفع بعض المسؤولين للتدخل لوقف خسائر عملات بلدانهم.
وفي محاولة لتحقيق استقرار سعر صرف اليوان، توجهت البنوك الوطنية في الصين لبيع الدولار مع تعهد بكين اليوم بتعزيز ثقة السوق للحفاظ على وتيرة النمو.
وأشارت الوكالة إلى أن تدخل الصين التي خفضت سعرها المرجعي اليومي لليوان، أدى إلى زيادة الضغط على الروبية الإندونيسية والروبية الهندية والوون الكوري الجنوبي بنحو خاص.
وتابعت: "لكن تأثير الدولار كان أوسع نطاقاً، بعدما انخفض المقياس العالمي لعملات الأسواق الناشئة إلى أدنى مستوى له هذا العام".
وواصلت الأسهم الآسيوية اليوم خسائرها، إذ هبط مؤشر أسهم الأسواق الناشئة في المنطقة بحوالي 2%.
ولفتت الوكالة إلى أن هجوم إيران على إسرائيل كان عاملاً مساهماً في تعزيز التوجه نحو شراء الملاذات الآمنة مع دخول الصراع بين البلدين مرحلة جديدة خطيرة.
وقال رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية والأسواق الناشئة لآسيا ببنك "باركليز" ميتول كوتيشا، إن "معظم العملات الآسيوية ستضطر إلى الاستسلام لقوة الدولار".
وأضاف أن التحرك في سوق العملات الآسيوية مدفوع بنحو عام بقوة الدولار الذي يغذيه ارتفاع العائدات الأميركية وتزايد النفور من مخاطر السوق، مشيراً إلى أن ضعف الين الياباني واليوان الصيني يزيد الضغط على العملات.
كما اضطر بنك إندونيسيا إلى التدخل لدعم الروبية بعد تراجع العملة إلى ما يزيد عن 16 ألفا للدولار، لأول مرة منذ أربعة أعوام، مع إعادة فتح الأسواق الداخلية بعد عطلة دامت لأكثر من أسبوع.
وأعرب البنك المركزي الماليزي أمس عن استعداده لدعم الرينغيت الذي يحوم قرب أدنى مستوياته منذ 26 عاماً.
وقال المحلل الاستراتيجي للعملات لدى "أوفرسي-تشاينيز بانكينغ" في سنغافورة، كريستوفر وونغ، إن "المزيج غير المرغوب فيه من العوامل الجيوسياسية وأسعار الفائدة الأميركية المرتفعة لفترات طويلة والتقلبات في اليوان والين، قد يستمر في تقويض الثقة في العملات الآسيوية باستثناء اليابان".
وذكرت بلومبرغ أن عملات الدول الآسيوية المجاورة مثل كوريا الجنوبية وتايلاند تعد الأكثر عرضة للتهديد، إذ تعد الصين شريكاً تجارياً أول، لكن ضعف اليوان المفاجئ قد يكون له تأثير أوسع بكثير.
وتهاوت الروبية الهندية إلى مستوى قياسي منخفض، بينما انخفض الوون الكوري الجنوبي إلى المستوى المراقب عن كثب عند 1400 للدولار للمرة الأولى منذ أواخر 2022.
ويقترب الرينغيت الماليزي من أدنى مستوياته منذ 1998، وهبط الدولار التايواني إلى أضعف مستوياته منذ 2016.
وانخفض مؤشر "إم إس سي أي" لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 1.8% هذا العام.