تقارير
تقارير

تحول الصين لأكبر اقتصاد بالعالم.. لماذا تأخرت الخطوة؟

بينما أعلنت بكين عن نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2% في 2023، بمعدل يتماشى مع هدفها السنوي البالغ حوالي 5%، راجت الشكوك حول الأرقام المعلنة، وزادت التساؤلات حول تأخر بكين في أن تصبح الاقتصاد الأكبر عالميا.

فعلى المدى الطويل، يتباطأ النمو في الصين، حيث تؤثر الديون المرتفعة، وأزمة الإسكان التي قوضت الثقة، وتقلص وشيخوخة القوى العاملة، على الناتج المحلي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ضغوط هبوطية

ويتفق الاقتصاديون على أن الاقتصاد نما مدفوعًا بانتعاش الاستهلاك بعد رفع القيود الوبائية، كما أن التقديرات الرسمية والمستقلة تقول إن الانخفاض الحاد في البناء العقاري، إلى جانب ضغوط الموارد المالية للحكومات المحلية وانخفاض الصادرات، فرض ضغوطًا هبوطية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويتوقع خبراء الاقتصاد بالغرب أن يصل النمو إلى 4.5% أو أقل هذا العام، وهو ليس نتيجة للانكماش الدوري، بل نتيجة للانحدار الطاحن الذي قد يستمر لسنوات عديدة، وهو ما يسميه الاقتصاديون الركود المزمن.

وتتراجع الأسعار تدريجيا إلى حد لم تشهده الصين منذ الهزة التي أحدثتها الأزمة المالية العالمية في عام 2009، وهي ظاهرة تعرف باسم الانكماش الذي يمكن أن يؤدي إلى إفلاس الأسر والشركات المثقلة بالديون.

وقال لورانس سامرز، وزير الخزانة الأميركي السابق، إن "الركود طويل الأمد - وهو في الأساس فائض مزمن في المدخرات يؤدي إلى تباطؤ النمو والانكماش وفقاعات الأصول والضغوط المالية - انتقل من نصف الكرة الغربي إلى الصين"، وفقا لنيويورك تايمز.

ويرى رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، آدم بوزن، أن "الرئيس الصيني شي جين بينغ تسبب في تفاقم نقاط الضعف الاقتصادية الأساسية في البلاد بشكل كبير من خلال ممارسته التعسفية للسلطة في جميع أنحاء الاقتصاد والمجتمع، وخاصة أثناء الوباء"، وفقا لوكالة بلومبرغ للأنباء.

كما تنخفض ثقة المستهلكين في الصين، وهذا ما يخيف الأسر والشركات الصغيرة ويدفعها إلى اكتناز الأموال النقدية، لأنهم لا يعرفون ما سيأتي بعد ذلك.

واعتبر بوزن أن هذا "مرض" أطلق عليه اسم "كوفيد الاقتصادي الطويل"، وهي حالة مزمنة تتميز بنقص الحيوية والتباطؤ الممتد.

شكوك في البيانات

ومن جهة أخرى، لفتت وكالة بلومبرغ للأنباء، في تقرير لها، إلى أنه على الرغم من أن الأرقام الحكومية تظهر تحقيق الاقتصاد الصيني هدف النمو السنوي الذي حددته السلطات، إلا أن هناك شكوك في حول حقيقية هذه الصورة التي تم تصديرها.

وقال لوجان رايت، مدير في مجموعة روديوم، إن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون حوالي 1.5%، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي "بالغت بشكل كبير" في تقدير نمو الصين في عام 2023، بحسب بلومبيرغ.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com