بسبب الأوضاع المالية.. البريطانيون يلتقون في المتاجر بدل المكتبات العامة

يتبضعون في متجر في ضواحي لندن
يتبضعون في متجر في ضواحي لندنرويترز
هل أصبح السوبر ماركت مكاناً للقاءات الاجتماعية في المملكة المتحدة؟ في ظل الصعوبات المالية الكبيرة، تقوم السلطات المحلية البريطانية بإغلاق الأماكن العامة للاجتماعات، مثل المكتبات والنوادي وغيرها من الأماكن العامة للقاءات الاجتماعية. وذكرت مجلة "نيو ستيتسمان" الأسبوعية أن القطاع الخاص، لا سيما متاجر السوبرماركت حلّت محل الأماكن العامة المغلقة.

واختفت مساحات الاجتماعات غير الرسمية والمجانية تدريجيًا. وحلت محلها الآن المبادرات الاجتماعية الإنسانية. ومنذ تخفيض الميزانيات في عام 2010، بسبب الأزمة المالية، تبيع السلطات المحلية، كل عام إثر استنزاف مواردها المالية، نحو ​​6000 ملكية من الممتلكات العامة، مثل حمامات السباحة والملاعب الرياضية والمكتبات،. وتختفي قاعات البلدية ونوادي الشباب ومراكز الأحياء، وأصبح القطاع التجاري الملاذ الأخير للمواطنين الباحثين عن القليل من الدفء الإنساني.

اللقاء في سوبر ماركت

وفي الساعة العاشرة من صباح كل يوم، أصبح سكان أحد الأحياء في مدينة "ملدون" الواقعة في شمال شرق لندن يلتقون في مقهى سوبر ماركت "موريسونز". 

فحول طاولة وكأس من عصير الفاكهة في المقهى، اصبح الزبائن من شبان وشابات ومسنّين ومسنّات كلهم حيوية، يتبادلون آخر الأخبار المتعلقة ببرامج الأمس التلفزيونية، والأخبار السياسية، والمخاوف الصحية، وذلك على خلفية رنات صناديق الدفع وتصادم عربات التسوق.

وتم إنشاء هذا "المكان الودي" قبل عامين من قبل ليزا كراوتش، البالغة 53 عاما التي تعمل في هذا المتجر الكبير منذ 11 سنة.

وسوبر ماركت "مالدون" ليس استثناء في المدينة. فبدأت المساحات المخصصة للاجتماعات غير الرسمية مثل الطاولات والمقاعد، تظهر في أماكن أخرى مخصصة للتجارة، وتتم إدارة هذه المساحات من قبل متطوعين وجمعيات خاصة.

وحتى في القلعة الزجاجية في وسط "ويستفيلد" للتسوق في غرب لندن، تم قبل ثلاثة أشهر، تركيب عشرة مقاعد للقاءات الاجتماعية، ومن المخطط إنشاء المزيد منها في مانشستر وبرادفورد في شمال لندن.

الركود الاقتصادي

ودخل الاقتصاد البريطاني في ركود طفيف العام الماضي، حيث قال مكتب الإحصاءات الوطني، إن الناتج المحلي الإجمالي انكمش 0.1% في الربع الثالث و0.3% في الربع الرابع، دون تغيير عن التقديرات الأولية.

وذكرت وكالة "أيه بي ميديا" البريطانية أن الاقتصاد انكمش خلال ربعين على التوالي، مما يعني دخوله في دائرة الركود.

وشهدت بريطانيا تباطؤاً في التعافي من آثار جائحة كوفيد 19، ونما اقتصادها 1% فقط من مستواه في أواخر عام 2019، وسجلت ألمانيا فقط من بين مجموعة الدول السبع أداء أسوأ.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com