بعد الانحسار لعقود.. الجوع يعود متغذياً بالحروب

مساعدات غذائية أثناء كوفيد
مساعدات غذائية أثناء كوفيدرويترز
عاد الجوع للارتفاع بشكل منتظم في السنوات الخمس الماضية، وتحديداً منذ جائحة كوفيد، بعد الانحسار لعقود. ويمثل المأساة الأكثر ديمومة، في ظاهرة تسلط الضوء على تفاوتات عميقة بين مجتمعات تحكمها العولمة.

ومن أقصى المناطق النائية في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا إلى الشوارع المزدحمة في المدن الآسيوية، يزحف الجوع بصمت، ويحرم الأفراد من حقهم الأساسي، وهو إطعام أنفسهم.

ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، يتعرّض العالم اليوم للجوع أكثر من أي وقت مضى، وتعود هذه الأزمة التي تزلزل مناطق كثيرة في العالم، إلى مجموعة عوامل مدمّرة.

ولا تزال الصراعات بين الدول تشكّل المحرك الرئيسي للجوع، وهناك 70% من جياع العالم يعيشون اليوم، في مناطق متأثرة بالحروب والعنف.

الصراعات

والأحداث التي وقعت في أوكرانيا، تشكل دليلاً على أن الصراعات والحروب تؤدي إلى تغذية الجوع، وإجبار الناس على ترك منازلهم، والقضاء على مصادر دخلهم، وتدمير اقتصادات البلدان. 

كما أن أزمة المناخ تعد أحد الأسباب الرئيسية، التي تؤدي إلى زيادة الجوع بشكل حاد في العالم. فالصدمات المناخية تدمّر الأرواح والمحاصيل وسبل العيش، وتقوّض قدرة الناس على إطعام أنفسهم. ولم يعد من الممكن السيطرة على الجوع، إذا لم يتخذ العالم إجراءات فورية لمكافحة تغيّر المناخ.

وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الأسمدة في العالم بسرعة أكبر من أسعار المواد الغذائية، التي ظلت عند أعلى مستوياتها منذ عشر سنوات. وقد أدت آثار الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، إلى مزيد من تعطيل إنتاج وصادرات الأسمدة العالمية، مما يضغط على العرض ويرفع الأسعار ويهدد بتقليل المحاصيل.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الأسمدة، إلى التحول إلى أزمة توافر الغذاء، مع انخفاض إنتاج الذرة والأرز وفول الصويا والقمح.

وفي بلدان مثل نيجيريا وجنوب السودان واليمن، يواجه برنامج الأغذية العالمي بالفعل قرارات صعبة، بما في ذلك خفض الحصص الغذائية لمساعدة المزيد من الناس. وهذا بمثابة الأخذ من الجائع لإطعام الجائع.

وقالت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير، إن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع بصورة معتدلة أو شديدة في أرجاء العالم، ارتفع بنحو 745 مليونا عن إجمالي عدد الجياع في 2015، وأن العالم لا يزال بعيدا عن المسار الصحيح في جهوده لتحقيق الهدف الطموح، الذي وضعته الأمم المتحدة للقضاء على الجوع بحلول عام 2030.

والأطفال هم من بين الأكثر تضرراً من هذه الأزمة الصامتة. فيعاني الملايين من الأطفال، بسبب حرمانهم من الأغذية الأساسية لنموهم البدني والفكري، كما يعانون من سوء التغذية بشكل مزمن، وهي حالة تعيق نموهم وتعرض مستقبلهم للخطر.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com