جراء الحرب والاحتباس الحراري.. آفاق مظلمة للأمن الغذائي

الزراعة
الزراعة
تستضيف مدينة روما قمة النظم الغذائية التي يشارك فيها أكثر من 1200 مشارك، بينهم رؤساء دول ووزراء، حيث سيقيم المشاركون مرونة النظام الغذائي العالمي وسط الحرب الروسية الأوكرانية، والاحتباس الحراري، اللذين يعيقان مكافحة الجوع العالمي.

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية، وتضخم أسعار الغذاء، إلى جانب الاحتباس الحراري، إلى جانب الصراعات المحلية، بالعديد من التداعيات التي ستتم مناقشتها خلال قمة روما، التي تبدأ اليوم الاثنين في مقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، وفقاً لما ذكرته صحيفة ليزيكو.

وسيقوم أكثر من 1200 مشارك من بينهم 19 رئيس دولة، ومائة وزير من أكثر من 160 دولة، بتقييم الوضع بعد عامين من القمة حول أنظمة الغذاء العالمية. وفي ذلك الوقت، دعت القمة إلى تعبئة 300 مليار دولار إلى 400 مليار دولار، في استثمارات إضافية كل عام حتى عام 2030 لتمويل الانتقال العالمي إلى أنظمة أكثر سلامة وعدلاً واستدامة.

ومنذ عام 2021، اعتمدت الدول العديد من الاستراتيجيات الوطنية لتعزيز نظمها، كما يشير تقرير للأمم المتحدة صدر لهذه المناسبة.

تهديدات كثيرة

فهذه التطورات الإيجابية القليلة، مهددة اليوم بعدة عوامل. حيث تشير وثيقة الأمم المتحدة إلى أن جائحة كوفيد -19، والحرب في أوكرانيا، وأزمة غلاء المعيشة العالمية، ليست سوى أمثلة قليلة على التحديات الخطيرة، التي تعطل النظم الغذائية وتقوض الجهود المبذولة لتنفيذ المسارات الوطنية وتطوير الاستراتيجيات.

ولا شك في أن رغبة روسيا في كبح صادرات الحبوب الأوكرانية، ستؤثر في المناقشات. وسبق للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن أشار إلى أن مئات الملايين من الناس مهددون بالجوع وأنهم سيدفعون الثمن. وفي أفريقيا وحدها، ارتفعت أسعار الحبوب في أعقاب انخفاض الصادرات بسبب الحرب في أوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم الآثار المدمرة الناتجة أحياناً عن النزاعات المحلية وتغير المناخ.

وفي الأسبوع الماضي، بعد ثلاثة أيام من قرار روسيا إغلاق ممر البحر الأسود، قفزت أسعار القمح بنسبة 13%.

وكانت الفاو، في توقعاتها الغذائية، قد أشارت في يونيو الماضي، إلى أن فاتورة استيراد الغذاء ستصل إلى مستوى قياسي، يقترب من 2000 مليار دولار هذا العام. ومن ثم من المرجح أن يرتفع هذا المبلغ.

سعر القمح

وبالنسبة للقمح وحده، وهو الحبوب الأساسية للخبز، هناك كميات كافية في العالم وسيكون بالإمكان توفير البلدان المستوردة. لكن مهما كان الثمن؟

وقالت أوليا الطيب شريف من منظمة "فارم"، وهي منظمة غير حكومية إن الإغلاق الدائم للممر سيكون له تأثير في تضخم أسعار الغذاء، وهذا سيؤثر في الأمن الغذائي.

وأضافت أن أوكرانيا مورِّد رئيسي لبرنامج الغذاء العالمي. وحوالي 8% من كميات القمح الأوكراني المصدرة ذهبت إلى البرنامج لدول مثل اليمن وأفغانستان والقرن الإفريقي.

وهناك تهديد آخر يخيم على أنظمة الغذاء في العالم، وهو الاحتباس الحراري. ويشدد تقرير الأمم المتحدة على أن الظواهر الجوية غير الاعتيادية، وتغير أنماط هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، تشكل مخاطر كبيرة على الإنتاجية الزراعية وجميع ركائز انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

النينو

وأشارت دراسة نُشرت في 19 يوليو، إلى عواقب ظاهرة النينو الجوية، والتي من المفترض أن تعود في النصف الثاني من عام 2023. لذلك من المفترض أن تشهد منطقة المحيطين الهندي والهادئ نوبات شديدة من الحرارة والجفاف، اعتبارا من الربع الرابع لهذه السنة، وسيكون تأثير ظاهرة النينو على القطاع الزراعي واضحا على نحو خاص في عام 2024".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com