خاص
خاصالذهب والدولار

مستقبل سوق الذهب رهن قرارات "المركزي الأميركي"

 يشهد سوق الذهب العالمي حالة من التذبذب بين صعود وهبوط، وسط ترقُّب حذر لخطوات بنك الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) في تغيير مسار سياساته النقدية.

 فبعد اقتراب أسعار الأونصة من أعلى مستوى تاريخي لها مطلع الأسبوع الحالي، عادت الأسعار للتراجع مع توقعات برفع الفائدة من قِبل البنك المركزي الأمريكي، الأمر الذي قد يُقلّل من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن.

الأمان في الدولار

 ويُحكم البنك المركزي الأميركي قبضته على مسار الذهب، فقراراته بشأن أسعار الفائدة تُشكّل بوصلة لاتجاه المعدن الأصفر، ومع كل رفع للفائدة ترتفع قيمة الدولار ما يُضعف بريق الذهب ويُغرق سعره في التراجع.

 ويُؤكد خبير أسواق الذهب العالمي رامي كيوان، أن توقعات المستثمرين لقرارات الفيدرالي تُشكّل العامل الأساس وراء تقلبات الذهب، فمع كل إشارة إلى رفع الفائدة، يُسارعون إلى التخلي عن المعدن الأصفر مُفضلين الأمان في الدولار.

 ولتفسير آلية التأثير، يبين كيوان أن ارتفاع الفائدة يُعزز جاذبية الدولار، ما يُغري المستثمرين ببيع الذهب وتحويل استثماراتهم إلى العملة الأميركية مُتوقعين عائداً أعلى.

وكشفت رابطة سوق سبائك الذهب (LBMA) عن مفاجأة مدوية، بتراجع مخزونها من الذهب في خزائن لندن 0.8% إلى 8562 طناً في شهر فبراير/ شباط الماضي.

 ويأتي هذا الانخفاض ليُعزز مخاوف تراجع الطلب الاستثماري على المعدن الأصفر، على الرغم من ارتفاع المضاربات على عقود شراء الذهب إلى مستويات تاريخية، وفق تصريحات كيوان لـ"إرم الاقتصادية".

 وتشير بعض التقارير إلى خروج استثمارات ضخمة تقدر بنحو 100 طن من  الذهب من صناديق الذهب العالمي، ما يُعمّق حدة التراجع في الطلب على المعدن النفيس.

ويُثير هذا التطور تساؤلات بشأن مستقبل الذهب كأداة استثمارية آمنة، خاصة في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية العالمية.

توقعات بارتفاع السعر

 ورجح الخبير الاقتصادي، الدكتور نبيل المرسومي، ارتفاع أسعار الذهب العالمي بشكلٍ ملحوظ، مدفوعاً بتصريحات مسؤولي المركزي الأميركي بشأن تخفيض أسعار الفائدة، في ظل استمرار ارتفاع التضخم.

 وتوقع الخبير أن تصل قيمة الذهب إلى مستويات قياسية تبلغ 2300 دولار للأونصة، وذلك بسبب تراجع قيمة الدولار، ما يُشكّل فرصة ذهبية للمستثمرين  لهذا المعدن الثمين.

 وأضاف المرسومي، في تصريحات لـ"إرم الاقتصادية"، أن "التوقعات بارتفاع الذهب لأعلى مستوياته ليست فقط بسبب نية المركزي الأمريكي بخفض الفائدة، بل بسبب تراجع إنتاج مناجم الذهب العالمية".

 وكشف عن اتجاه عالمي متزايد داخل البنوك المركزية لتحويل احتياطاتها النقدية من الدولار إلى الذهب، حيث يعد البنك المركزي الصيني من أوائل متخذي هذه الخطوة، إذ شرع في زيادة احتياطاته من المعدن الأصفر إلى 2257 طنًا خلال العام الماضي. 

 ورجّح اقتران ذلك باعتبارات سياسية تهدف إلى إنهاء هيمنة الدولار، مشيراً إلى اتخاذ العديد من البنوك المركزية في أوروبا والعالم العربي خطوات مماثلة، ما يدل على اتجاه عالمي نحو تنويع الاحتياطيات النقدية بعيدًا عن الدولار".

 وتوقع المرسومي أن تؤدي هذه الخطوة إلى ارتفاع سعر الذهب خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع تزايد الطلب عليه من قِبل البنوك المركزية.

 المستثمرن يبيعون

 وأشار خبير أسواق الذهب أمير رزق، إلى أن الارتفاع المستمر في أسعار الذهب خلال 9 جلسات متتالية ووصوله إلى مستوى تاريخي نهاية الأسبوع الماضي عند 2195 دولاراً للأونصة، دفع الكثير من المستثمرين إلى عمليات البيع خوفًا من مخالفة التوقعات بتخفيض سعر الفائدة الأميركية.

 وأضاف لـ"إرم الاقتصادية" أن التضخم في الولايات المتحدة يقترب من مستويات مطمئنة، خاصة بعد تمكُّن الدولار من الحفاظ على مستوياته خلال الأسبوع الماضي، ما يسمح لمجلس الاحتياط الفيدرالي بإتخاذ قرار خفض الفائدة.

واستبعد اتخاذ هذا القرار خلال الأيام المقبلة، مرجحاً أن يتم الأمر في النصف الثاني من العام الحالي.

 ونصح خبير أسواق الذهب المستثمرين باغتنام هذه الفرصة للإستثمار في الذهب، لحماية أموالهم من مخاطر التضخم، ومن المخاوف الجيوسياسية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com