وأوضح التقرير، الذي يتضمن مدخلات من الشركات الأربع الكبرى وهي Deloitte وEY وKPMG وPwC، ويعتبر معيارًا لهذه الصناعة، أن المخاوف بشأن مرونة الاقتصاد والانتخابات المقبلة والتوترات الجيوسياسية تدفع الشركات إلى تقليل الإنفاق على نصائح الشركات، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
كما يُتوقع أن تخفض قطاعات البيع بالتجزئة والاتصالات والأدوية والتصنيع جميعها الإنفاق على الاستشارات، مما يضغط على سوق بقيمة 16 مليار جنيه استرليني تقريبًا، والتي ازدهرت في العامين التاليين للوباء.
ووفقا للتقرير، ضرب مزيج من ارتفاع التضخم وعدم اليقين الجيوسياسي السوق بالفعل، في العام الماضي، مع تباطؤ نموها الرئيسي إلى 4.7% من 15.6% في عام 2022.
ووجد التقرير أن "هذا خلق مستويات هائلة من الخوف لدى العملاء، مما أدى إلى التردد عند النظر في طرح عقود استشارية جديدة للمناقصة".
وفي حين بلغ معدل التضخم في المملكة المتحدة 4% في يناير الماضي، أي أقل بكثير من أعلى مستوى له منذ أكثر من أربعة عقود عند 11.1% المسجل في أكتوبر 2022، إلا أنه لن يكون كافيا لتشجيع الشركات على كتابة شيكات أكبر للحصول على المشورة الاستراتيجية.
لذلك لفت التقرير إلى أنه "مع استمرار العملاء في تبني نهج الانتظار والترقب لفهم أين يجب التصرف إذا بدأ الاقتصاد في التعافي، نتوقع مستويات مماثلة من التردد في عام 2024، لا سيما مع الانتخابات العامة المقبلة التي ستعقد إنفاق القطاع العام".
وتسلط هذه التوقعات المتشائمة الضوء على التحديات التي تواجه الشركات الأربع الكبرى التي تهيمن على السوق، لا سيما وقد قاموا في الأشهر الأخيرة بإلغاء مئات الوظائف، وفي بعض الحالات، جمدوا الأجور.
وباستثناء عام 2020 عندما تقلص سوق الاستشارات مع تضرر الاقتصاد من عمليات الإغلاق المتكررة، تتوقع Source Global أن يكون هذا العام هو الأسوأ منذ أن بدأت تتبع السوق في عام 2014.
وقال جيمس بيبي، رئيس الأبحاث في Source Global: "نتوقع أن يتباطأ النمو في جميع القطاعات هذا العام، وفي بعض الحالات، بشكل كبير".
وأضاف: "وبالتالي فإن السوق مهيأ لأن يصبح أكثر إحكاما وأكثر تنافسية، وهذا سيجعل الأمر أكثر أهمية أن توضح الشركات الاستشارية أين تتم إضافة القيمة".
ويذكر أن شركات الاستشارات تقدم المشورة للشركات عبر مجموعة من القضايا وعمليات الاستحواذ والتكنولوجيا والبيئة والحوكمة البيئية والاجتماعية.
وأسفل الشركات الأربع الكبرى، هناك مجموعة من الشركات متوسطة الحجم تشمل جرانت ثورنتون وأوليفر وايمان.