تقارير
تقاريرمواطنون في شوارع لندن

سجون بريطانيا المكتظة.. هل تمثل فرصة لملء مليون وظيفة شاغرة؟

مع وجود حوالي مليون وظيفة شاغرة في سوق العمل في المملكة المتحدة، يعتقد وزير السجون والمراقبة، إدوارد أرجار، أن السجناء يمكن أن يزودوا "الشركات بالموظفين، الذين تحتاج إليهم لتعزيز الاقتصاد البريطاني".

وجنبا إلى جنب مع معضلة البطالة، هناك مخاوف من عودة المجرمين، الذين تم إطلاق سراحهم مبكرًا، لتخفيف أزمة اكتظاظ السجون في بريطانيا، بعد أن ينتهي بهم الأمر بلا مأوى أو عمل، ما يمثل مبررا آخر لخطة بريطانيا.

وفي غضون ذلك، زعم العديد من الشركات، أن مفتاح حل أزمة العمالة يمكن أن يكمن في السجون البريطانية، وفقا لصحيفة التليغراف البريطانية.

على سبيل المثال، قامت سلسلة المخابز Greggs، وشركة Timpson، بتعيين مدانين سابقين لسنوات، والآن تريد الحكومة البريطانية أن تتبعها الشركات الكبرى.

ومع تصاعد أزمة الوظائف، بدأ الوزراء وكبار أصحاب العمل في المملكة المتحدة، يدركون أن الحل ربما يكون مخفياً على مرأى من الجميع.

والأربعاء، ظهرت شركة KPMG، وهي واحدة من أكبر 4 شركات خدمات مالية في العالم وبريطانيا، كأول شركة تعمل مع وزارة العدل البريطانية على توظيف المجرمين السابقين.

* تدريب للسجناء

وباعتباره واحدا من أكبر سجون الفئة C في بريطانيا، ينصب التركيز في سجن "HMP Highpoint" على تدريب المدانين الذين تكون مخاطر هروبهم منخفضة.

كما يتمتع السجناء الذين يرفضون المشاركة في أي تدريب أو تعليم ببعض الامتيازات، مثل التلفزيون ووقت ممارسة الرياضة، حتى يوافقوا على الانخراط في التدريب.

* سجن مكتظ

وأظهرت الأرقام الداخلية للسجن، التي حصلت عليها صحيفة التليغراف الشهر الماضي، أن سجون الرجال امتلأت بنسبة 99.7%.

وكشف مفتشو السجون، الأسبوع الماضي، عن حالات لسجناء تم إطلاق سراحهم قبل 18 يومًا من الموعد المقرر لإطلاق سراحهم، وتم استدعاؤهم إلى السجن.

ووفقا لتليغراف، سيكون هناك ضغط متزايد على السجون الكبيرة من الفئة C، مثل هذا السجن، للمساعدة في معالجة أزمة البطالة في بريطانيا في السنوات المقبلة.

* سد الشغور الوظيفي

وترتبط الدورات التدريبية باتجاهات الشغور في الوظائف وأنواعها في بريطانيا، إذ تقوم نيكولا جيبينز، رئيسة قسم التعلم والمهارات في السجن، بفحص البيانات الرسمية مرة واحدة في الشهر، لمعرفة أين توجد أكبر فجوات في المهارات في البلاد.

ومن المرجح أن تكون الدورة التدريبية التالية على جدول الأعمال هي دورة الضيافة، وذلك لإعداد النزلاء للوظائف المحتملة في الحانات والمقاهي والمطاعم في بريطانيا.

وتقول جيبينز: "نحن ننظر إلى ما يقوله سوق العمل، وأين توجد أوجه القصور، وأين توجد الفجوات".

كما يقول أليكس بوند، المدير التنفيذي للتدريب في شركة City & Guilds، وهي الشركة التي تدير مسار السكك الحديدية في السجن ودورة تدريب الكهرباء القادمة: "يعاني الجميع من نقص المهارات، ولدينا مجتمع سجني مكتظ ومستعد للعمل".

ولفت بوند إلى أن ما تحتاج البلاد إلى ضمانه، هو أن كل سجن يقدم نوعًا مختلفًا من التدريب، مضيفا: "لن ترغب في إنفاق مليوني جنيه استرليني على أكاديمية للسكك الحديدية في كل سجن، لكنك ستفعل ذلك في اثنين أو ثلاثة".

وقال بوند إن المهارات التي يتم تدريسها يجب أن تكون ذات صلة بفجوة المهارات في هذا المجال، مضيفًا أنه يجب السماح للسجناء بالتنقل بين السجون، بناءً على المهارات المطلوبة في الموقع، الذي سيتم إطلاق سراحهم فيه.

ويعترف بوند بأنه على الرغم من تدريب السجناء، لا يزال هناك بعض السجناء الذين لا يستمرون في عملهم بعد إطلاق سراحهم، أو ينتهي بهم الأمر إلى العودة إلى الإجرام، لكنه يقول إن مهارات التدريس في السجن يمكن أن توفر الأمل لأولئك الذين شعروا بالإحباط منذ فترة طويلة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com