تقارير
تقاريرأونصات الذهب

هل يعوض الصينيون ضعف اليوان في قوة الذهب؟

وصلت أسعار الذهب الفورية، مؤخرًا، إلى مستويات قياسية – أكثر من 2300 دولار للأوقية – بفضل الطلب العالمي، على خلفية عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

كما أن توقعات تخفيض أسعار الفائدة، من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، تعزز أيضًا جاذبية الذهب، نظرًا لأن العائدات على الأصول ذات الدخل الثابت، مثل السندات، تنخفض عادةً مع انخفاض أسعار الفائدة، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".

وفي الصين، يتعامل المستهلكون مع اقتصاد يكافح، من أجل التعافي بعد الوباء وضعف اليوان، الذي انخفض بنحو 5% مقابل الدولار الأميركي خلال العام الماضي.

ويجعل ذلك الذهب المقوم - مثل معظم السلع المتداولة دوليا - بالدولار الأميركي في السوق العالمية، أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلك الصيني، لكن المستهلكين والبنك المركزي الصيني، لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الذهب.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، الشهر الماضي، أنه حتى مستثمرو الجيل Z في الصين، دخلوا في هذا الاتجاه، حيث يشترون زجاجات صغيرة من "حبوب الذهب"، إذ يبحثون عن بدائل لأسواق الأسهم الصينية، التي ظلت متعثرة خلال السنوات القليلة الماضية.

وعلى صعيد أكبر، كان البنك المركزي الصيني يشتري الذهب بكميات أكبر بكثير، من الغرامات القليلة من الحبوب التي يمتلكها الجيل Z.

إذ قال تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي التابع لاتحاد التجارة الدولي، إن بنك الشعب الصيني (PBOC)، قام بشراء الذهب لمدة 17 شهرًا على التوالي، مع ارتفاع حيازاته من المعدن الثمين بنسبة 16% خلال هذه الفترة.

وتتزامن فورة الشراء هذه مع الاتجاه السائد، بين البنوك المركزية على مستوى العالم، لتنويع ممتلكاتها لتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.

ووفقًا لمجلس الذهب العالمي، ففي عام 2023، اشترى البنك المركزي الصيني 225 طنًا من الذهب، وفي الشهر الماضي، ارتفع احتياطي الصين من الذهب بمقدار 5 أطنان، ليصل إجمالي مخزون البلاد من الذهب إلى 2262 طنًا.

* تفوقت على الهند

وبما أن الصين أصبحت الآن موطناً لعمليات شراء الذهب، فقد تفوقت على الهند، باعتبارها أكبر مشتر لهذه السلعة في العالم، وفقا لبيزنس إنسايدر.

ويتنافس الاقتصادان على المراكز الأولى منذ سنوات، لكن فورة الشراء التي قامت بها الصين العام الماضي، وضعت الهند في الخلف.

واشترى البنك المركزي الهندي 16.2 طن من الذهب العام الماضي. ولم تقم الولايات المتحدة بإضافة أي ذهب إلى احتياطياتها.

ومع ذلك، تمتلك الولايات المتحدة بالفعل أكبر حيازات الذهب في العالم، بحوالي 8134 طنًا من المعدن الثمين، أكثر بكثير من ألمانيا التي تحتل المركز الثاني، والتي تمتلك 3352 طنًا من الذهب.

* المجوهرات الذهبية

كما توضح بيانات مجلس الذهب العالمي، أن طلب الصين على المجوهرات الذهبية ارتفع، العام الماضي، بنسبة 10%، إلى 630 طناً مكتسبة، بينما انخفضت مشتريات الهند بنسبة 6%، إلى 562 طنا.

وجاء المستهلكون الأميركيون في المركز الثالث، حيث اشتروا 136 طنًا فقط من المجوهرات الذهبية في عام 2023.

ووجدت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية الأخرى، بما في ذلك بولندا وسنغافورة، تقتنص الذهب أيضًا للتحوط ضد عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

* مفارقة الذهب والفائدة

وعلى الرغم من الزيادة في عمليات شراء الذهب، حذرت جورجيت بويل، الخبيرة الاقتصادية في بنك ABN AMRO الهولندي، في مذكرة بتاريخ 15 أبريل، من "الدخول بكل الثقل" في الذهب وسط أسعار مرتفعة بشكل قياسي.

وكتبت بويل "الاتجاه في أسعار الذهب إيجابي، ويبدو أن السماء هي الحد، ومع ذلك فإننا نظل حذرين".

وسلطت الضوء على مفارقة واضحة في السوق: ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يبقي أسعار الذهب منخفضة، ولكن العكس هو الذي يحدث.

وقالت بويل: "على الرغم من أن هذه التغييرات حدثت في الماضي، إلا أنها تميل إلى أن تكون مؤقتة بطبيعتها، مما يعني أنها يمكن أن تستمر حوالي ثلاثة إلى ستة أشهر".

ولفتت إلى أن أسعار الذهب المرتفعة الآن لا تعني وجود أزمة في العرض، مضيفة أن "حجم مشتريات البنوك المركزية، لا يبرر أسعار الذهب عند المستويات الحالية".

وبناءً على هذا التقييم، قالت إنها تحافظ على توقعاتها البالغة 2000 دولار للأونصة من الذهب في نهاية عام 2024، أي أقل من المعدل الحالي الذي يبلغ حوالي 2300 دولار.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com