خاص
خاص

الخميس الأسود.. الإضرابات تشل الحياة في فرنسا

لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، توحدت النقابات العمالية في فرنسا، للمشاركة في يوم احتجاجي كبير بإضرابات ومظاهرات عبر كامل التراب الفرنسي، فيما تمت تسميته بيوم "الخميس الأسود"، رفضا لمشروع إصلاح نظام التقاعد الذي يريده الرئيس إيمانويل ماكرون، ويقضي برفع سن التقاعد إلى 64 عاما بحلول 2030، وتسريع عملية رفع الحد الأدنى لعدد سنوات المساهمة في صندوق التأمين التقاعدي.

وحسب رئيس الاتحاد العام للشغل، فإن نسبة الإضراب بلغت من 70 إلى 100 بالمائة لدى عمال المصافي، فيما أضرب أستاذ من أصل ثلاثة في قطاع التعليم الإعدادي.

الحياة توقفت

الخبير المقيم في باريس نزار الجليدي، يقول إن الوضع اليوم في البلاد هو الإغلاق التام، فلا وجود للقطارات أو محطات المترو، والمحال مغلقة والشوارع لا يوجد بها أحد وكأن الحياة توقفت في فرنسا .

وأضاف الجليدي، لموقع "إرم الاقتصادية"، أن هناك احتجاجات شعبية كبيرة حول قانون التقاعد، لكن ليس قانون التقاعد وحده الذي يؤرق الفرنسيين، بل حالة التضخم وفقر الطاقة اللذان تعاني منهما البلاد أيضا.

وتابع أن الشارع الفرنسي ينتفض الآن بعد سنوات من السكون منذ مظاهرات السترات الصفراء، التي أعقبها تفشي فيروس كورونا ثم الحرب في أوكرانيا، والآن يعود الشعب ليرفع صوته عاليا في وجه الحكومة مطالبا بتحسين الأوضاع ووقف فرض الضرائب.

قطاعات حيوية

ولن تقتصر الأمور على المظاهرات، إذ إن التعبئة تتناول أيضاً الإضرابات، التي تصيب قطاعات أساسية واسعة للحياة الاقتصادية في البلاد.

وتشمل الإضرابات أيضاً قطاع الطاقة في المصافي ومستودعات التخزين، مما يؤشر لأزمة طاقة في حال تواصل الإضراب في المصافي.

وأعلنت شركة كهرباء فرنسا أن الإنتاج الكهربائي سوف ينخفض اليوم، وقد بدأ ذلك منذ الصباح.، ولم ينج القطاع الإعلامي التابع للدولة من موجة الإضرابات، التي أصابت إذاعات رئيسية مثل "فرانس آنف" وإذاعة فرنسا الدولية، وعدد من محطات التلفزة. كذلك ستعاني الخدمات في القطاع الحكومي والبلدي من الإضرابات.

تأثيرات كبيرة

قال الوزير المفوض بالنقل كليمان بون، "سيكون يوم خميس صعبا جدا... اضطرابات كبيرة في وسائل النقل" داعيا إلى تأجيل التنقل والعمل عن بُعد.

كما طلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إلغاء خُمس الرحلات من مطار باريس-أورلي الخميس، بسبب إضراب المراقبين الجويين.

وفي السكك الحديد، توقعت شركة "أس أن سي أف" "اضطرابات كبيرة" مع تسيير ثلث القطارات السريعة أو حتى خُمس القطارات السريعة وفقا للخطوط، ومعدل قطار إقليمي واحد من عشرة.

احتياطات أمنية

وعمدت الحكومة إلى تعبئة ما لا يقل عن عشرة آلاف رجل شرطة وأمن، منهم ثلاثة آلاف في باريس وحدها.

وتتخوف الأجهزة الأمنية من المجموعات اليسارية واليمينية المتطرفة، أبرزها مجموعة "بلاك بلوك" اليسارية الفوضوية، وهي تسمى كذلك بسبب ارتداء أفرادها القمصان السوداء.

وتقدر الأجهزة الأمنية أن ما لا يقل عن ألف من أفرادها، يمكن أن يندسوا في المظاهرات والمواكب، لزرع الفوضى وإشعال الحرائق والاشتباك مع رجال الأمن.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com