
وغالباً ما كان الأوروبيون الذين يزورون الولايات المتحدة لأول مرة، يتفاجأون بأهمية البقشيش في المطاعم، إلا أنهم أصبحوا يدركون أنه من المستحسن ترك 15% أو حتى 20% من الفاتورة حتى لا يثيروا غضب النادل.
وغالباً ما يُقرأ على قائمة الوجبات: "سيتم دفع 18% مقابل الخدمة على الطاولات التي تضم أكثر من ستة أشخاص، وفي الحالات الأخرى، يُترك المبلغ لحرية العميل.
ولكن الأميركيين أنفسهم أصبحوا بحيرة أمام الإكراميات السخية التي يقدمونها ولها عدة تسميات مثل "غراتويتي" أو "تيب" و "تيبينغ" ، وكلها تشير إلى نفس الشيء، أي مكافأة الخدمة التي يُترك تقديرها للزبون .
وجاء مؤخراً في عنوان لمركز الدراسات "بيو للأبحاث" ما يلي: "ثقافة البقشيش في أميركا: الجمهور يرى مشهداً جديداً يتشكل".
وتحظى منظمة "بيو للأبحاث" وهي منظمة خاصة ومستقلة تماماً أي "غير حزبية" وغير ربحية، باحترام كبير عبر المحيط الأطلسي بسبب قدرتها على فك رموز الاتجاهات العميقة في المجتمع الأميركي، سواء كان الأمر يتعلق بالأديان أو باستخدام التقنيات الجديدة.
ويظهر الاستطلاع الذي أجري هذا الصيف، بين السابع والسابع والعشرين من أغسطس، وشمل 11945 أميركياً بالغاً، أن أقلية منهم أي 34% قالوا إنهم "يعرفون "متى يجب أن نعطي أم لا"، والنسبة 33% فقط تعرف "كم".
وتشمل المجالات الجديدة التي تنتشر فيها هذه الممارسات الطوعية بشأن "الإكرامية"، توصيل الطلبات للمنازل، والتجارة عبر الإنترنت، وطرق الدفع الإلكترونية.
ولا تتردد طرق الدفع الإلكترونية في الإشارة على الشاشات إلى مربع "إكرامية" مع نسبة مئوية.
وفي الواقع، فإن الإكرامية هي ممارسة واسعة الانتشار عبر المحيط الأطلسي، على عكس الحال في فرنسا حيث عبارة "السعر بما في ذلك الخدمة" هي القاعدة.
ولم تفلت هذه الممارسة من سلطات الضرائب الأميركية.
وفي عام 2018، قدر مفتش الخزانة لإدارة الضرائب، الإيرادات من الإكراميات أنها تبلغ 44 مليار دولار.
فبالنسبة للخدمات الغذائية، هناك حوالي 2.6 مليون من مقدمي خدمات الطعام و610 آلاف شخص يعملون في الحانات، تعد الإكرامية موردًا أكثر أهمية من الحد الأدنى للأجور، والذي يختلف باختلاف الولايات.
ويؤكد استطلاع مركز "بيو للأبحاث" أن ممارسة "البقشيش" تتباين بشكل كبير في القطاعات التقليدية حيث أصبح يمثل القاعدة العامة: 85% من العملاء في المطاعم يلتزمون به دائماً و11% "في كثير من الأحيان".
وكذلك بالنسبة لمصفف الشعر، فالبقشيش أمر معتاد، "دائمًا" حسب 65% من المستطلعين و"غالبًا" (13%). ومن المعتاد أيضًا أن يدفع البعض عند توصيل الوجبات المنزلية باستخدام أحد تطبيقات الإنترنت (59% "دائمًا" و18% "في كثير من الأحيان") أو لسيارة أجرة 43% "دائمًا"، و18% في كثير من الأحيان حسب المستطلعين.
وثقافة البقشيش، على الرغم من ترسيخها في العادات الأميركية التي تؤيد حرية المستهلك، "قد أصبحت خارج نطاق السيطرة"، وفقاً لتقديرات 30% من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته شركة الوساطة المالية عبر الإنترنت "بانكريت" هذا الصيف. وزادت هذه الدعوات للحصول على الإكرامية من قبل مقدمي الخدمة خلال جائحة كوفيد.