خاص
خاص

تقنيات بحث جديدة تزاحم غوغل وميتا بأسواق الإعلانات

تراجع مستمر في الحصص السوقية للعملاقين

تضرب التقنيات الحديثة والقوانين الجديدة في عالم الإعلانات عبر الإنترنت، العملاقين الرئيسيين في هذا القطاع غوغل وميتا، اللذين يعتمدان على الإعلان الإلكتروني لجني معظم أرباحهما.

 وفي هذا السياق، أكد المحلّل  المالي علاء زريقات لـ"إرم الاقتصادية" أن الحصص السوقية لعملاق البحث غوغل تتراجع بعض الشيء بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل شات جي بي تي، إضافة الى اهتمام عدد من اللاعبين الكبار والصغار بكعكة الإعلانات المربحة على الإنترنت.

وأكد ان ما يجري يندرج في إطار المنافسة الصحية، حيث لا يمكن لشركة واحدة احتكار السوق في أي مجال كان.

وأضاف أن التحوّلات في قطاع التكنولوجيا غالباً ما تكون ثورية وسريعة، وقد تقضي أحياناً على بعض العمالقة، تماماً كما حصل مع شركة نوكيا وسواها في السابق.

لكن زريقات اعتبر أنه على الرغم من التراجع البسيط في الحصص السوقية لشركة "غوغل" إلا أنها تبقى مسيطرة على السوق، لا بل وتبقى  تقنيتها هي الأقوى.

وتابع أن السنوات المقبلة ستحدد ما إذا كانت غوغل وميتا قادرتين على التصدّي للهجمات المتزايدة التي يشنها المنافسون.

وضعف احتكار غوغل وميتا لسوق الإعلانات في 2022، حيث أصبحا يستحوذان حالياً على 50% من هذا السوق في الولايات المتحدة. وتشير التوقعات إلى استمرار التراجع في حصتهما السوقية  في العام 2023 وما بعده، لأن  مجموعة غوغل بدأت تفقد الزخم في أعمالها الأساسية التي تتمثل بعمليات البحث.

كما تهدد الاعتبارات الجديدة في ما يتعلّق بخصوصية الأفراد مجموعة "ميتا". ورغم ذلك، تستمر المبيعات الكلية للإعلانات على الإنترنت في النمو وبنسبة 10% في العام الجاري، ولكن المنافسة أصبحت منظمة وأكثر شراسة.

ويقول أحد المسؤولين في "ميتا" إنها المرة الأولى منذ وقت طويل جداً تحدث فيها اضطرابات بهذا الحجم في بيئتنا".

المساس بـ"غوغل"

وتتخوف غوغل من الاهتمام المتزايد الذي توليه مايكروسوفت لمجال البحث على الإنترنت.

وكانت مجموعة غوغل حصدت في العام الماضي 162 مليار دولار من عائدات الإعلانات بفضل احتكارها الافتراضي (حوالي 90٪ من عمليات البحث العالمية).

ويمثل هذا الرقم أكثر من نصف إجمالي إيرادات غوغل التي بلغت 282 مليار دولار على مدى الاثني عشر شهراً الماضية.

وتتمسك مايكروسوفت بحجة قوية في تركيزها على سوق الإعلانات، وهي أن برنامجها الجديد للدردشة "بينغ شات جي بي تي" الذي أطلقته في فبراير، سيكون أكثر أهمية من محرك بحث غوغل  التقليدي، ولكن بالطبع، لا يزال يتعين إثبات ذلك بعد أن أظهرت برامجها للدردشة الآلية العديد من الثغرات.

ويفتح هجوم مايكروسوفت على "غوغل" آفاقاً هائلة  لشركة البرمجيات التي أسسها بيل غيتس. وتدرك مايكروسوفت التي يقودها ساتيا ناديلان حالياً أن كل زيادة بنسبة 1% في حصتها بهذا السوق (التي لا تتعدى 3% حالياً) تمثل ما يقرب من ملياري دولار من العائدات الإضافية لها.

 ولكن مجموعة غوغل لن تبقى مكتوفة الأيدي وتطور أدواتها الخاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي، كما وهي لا تزال تتقدم كثيراً جداً على منافسيها نظراً لكونها لا تزال محرك البحث الافتراضي لمعظم أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية في العالم.

كما أن خطة هجوم مايكروسوفت غير واضحة، والسؤال يبقى "كيف تستثمر الذكاء الاصطناعي؟ هل يجب أن تلجأ إلى روابط مدفوعة في عمليات البحث مثلاً؟".

  تيك توك و أمازون وآبل

وتعتقد تيك توك، على غرار مايكروسوفت، أن لها دوراً أيضاً في البحث على الإنترنت، فقد يستخدم حوالي 40% من الشباب محركها للبحث.

ولكن في الوقت الحالي، يبرز تطبيقها  فقط في  وسائل التواصل الاجتماعي. وتبلغ عائدات إعلانات "تيك توك"، بفضل الفيديوهات القصيرة، نحو 11 مليار دولار لعام 2022 ( بزيادة 200% خلال عام واحد).

وأدت شعبيتها الجديدة إلى تراجع عائدات الإعلانات لمنافسيها في "ميتا"  بنسبة 1% العام الماضي، كما تراجعت مبيعات تطبيق يوتيوب 7.8% في الربع الرابع من عام 2022.

ويلخص إيمانويل باتري، المستشار المتخصص في استراتيجية شبكات التواصل الاجتماعي قائلا: "الإيرادات مجزأة بشكل متزايد بين شركات  التواصل الاجتماعي. وبدأت تظهر الاشتراكات المدفوعة في ميتا ويوتيوب وتويتر لتعوّض الخسائر".

وعملاق الإعلانات الجديد الآخر على الإنترنت هو أمازون، حيث زادت الإيرادات المرتبطة بهذه الشركة 19% في الربع الأخير من عام 2022.

وعلى صعيد متصل، تزداد روابط البحث لمواقع التجارة الإلكترونية الأخرى أيضاً.

والمنافسون المحتملون الآخرون في مجال الإعلان عبر الإنترنت هم "نيتفليكس،"  و"سبوتيفاي" وحتى "آبل".

وتتوقع "إنسايدر أنتليجانس" أن تسجل أيضاً هذه الشركات، نمواً يفوق 10% في عائدات إعلاناتها بالولايات المتحدة في عام 2023.

ومن المتوقع حدوث المزيد من التغيرات الكبيرة كما يشير المحلل لوران نيكولاس بقوله  إن "عالم التلفزيون يتحول إلى عالم رقمي أيضاً وينفتح على تحليل البيانات، الأمر الذي سيكون له أهمية كبيرة للمعلنين".

ويراقب المجتمع باهتمام، الدعاوى القضائية الاحتكارية التي أطلقتها حكومة الولايات المتحدة ضد غوغل، وآخرها في يناير.

وعلى هذا النحو، تم فرض العديد من الغرامات الهائلة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com