وبداية، نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي، ديميتري تشيرنيشينكو، قوله إن أكثر من 100 شركة روسية بدأت عملياتها في كوبا خلال العام الماضي.
وأفاد تشيرنيشنكو، في حديثه خلال اجتماع حكومي دولي بين روسيا وكوبا، بأن الشركات تعمل في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الصناعة الثقيلة والطاقة والبنوك، والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، لكنه لم يذكر اسم أي شركة، وفقا لما نقله موقع "بيزنس إنسايدر".
وأضاف أن بعض البنوك الروسية تدرس أيضًا فتح مكاتب تمثيلية في كوبا، ولم يذكر اسم أي بنوك أيضا، لكنه قال إن طرح بطاقات مير الروسية في كوبا العام الماضي، كان علامة فارقة، مؤكدا أن التطورات ستعزز التجارة الثنائية.
وقال تشيرنيشنكو، بحسب منشور نشرته الحكومة الروسية على الإنترنت: "كوبا حليف موثوق لروسيا".
ويأتي حديث تشيرنيشينكو عن العلاقات الاقتصادية الروسية مع كوبا بعد عامين من غزو روسيا لأوكرانيا، وهو الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات غربية شاملة على موسكو.
وأضرت القيود التجارية بتجارة روسيا مع أوروبا، التي تعد تقليديا أكبر سوق لها.
ولكن روسيا تمكنت من الحفاظ على نشاط اقتصادها من خلال تحويل تجارتها إلى أسواق بديلة، بما في ذلك الهند، والصين ، وإيران.
كما أنها تقوم ببناء خطوط السكك الحديدية لإنشاء ما سماه أحد المحللين "طريقًا تجاريًا للمنبوذين" مع إيران الخاضعة لعقوبات شديدة، وتقترب موسكو أيضًا من كوبا، التي كانت حليفًا لها بالفعل، بحسب بيزنس إنسايدر.
وفي نوفمبر الماضي، وقعت روسيا وكوبا اتفاقا لبرنامج تعاون تجاري واقتصادي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
لكن كوبا تعاني من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة منذ عقود، وتشهد أزمة اقتصادية منذ تفشي وباء كوفيد-19، مما دفع العديد من المواطنين إلى الفرار إلى الولايات المتحدة.
وتقول تقارير إعلامية إن معدل التضخم في كوبا وصل إلى 30% في عام 2023، في حين يتكرر نقص الغذاء والدواء.
على سبيل المثال، أفادت وكالة أنباء رويترز أن مئات الأشخاص في سانتياغو – ثاني أكبر مدينة في كوبا – نظموا يوم الأحد احتجاجًا عامًا نادرًا، ضد انقطاع التيار الكهربائي الذي امتد لمدة 18 ساعة أو أكثر يوميًا.
وعلى الرغم من العلاقة الوثيقة، بدا أن العلاقات بين موسكو وهافانا بدأت تظهر عليها تصدعات، في سبتمبر، عندما قالت وزارة الخارجية الكوبية في بيان إنها تعمل على "تحييد وتفكيك" "شبكة للاتجار بالبشر" في روسيا كانت تجند كوبيين للعمل في الخارج لخوض الحرب في أوكرانيا.
وخلص تحقيق أجرته رويترز، ونُشر في نفس الشهر، إلى أن بعض الكوبيين الفقراء، الذين سجلوا للقتال قد تم إغراؤهم بالعروض الروسية بمكافآت التوقيع والجنسية السريعة.