ألحان الذكاء الإصطناعي تهدد مداخيل الموسيقيين

أصبحت أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي فعالة بشكل متزايد في تأليف الموسيقى بعد ان وصل جيل جديد من خوارزميات توليد الموسيقى، بحسب صحيفة "ذي إيكونوميست".

وتشير دراسات حديثة أنه بحلول عام 2028، فإن المؤلفين والمبدعين قد يشهدون انخفاضاً في دخلهم بنسبة 27%، ما يمثل خسارة تراكمية إجمالية قدرها 2.7 مليار يورو بسبب الذكاء الاصطناعي. وفي مواجهة هذه التوقعات، "يطالب 95% من المبدعين والناشرين الموسيقيين بمزيد من الشفافية من الشركات التي تطوّر أدوات الذكاء الاصطناعي".

ولكن بعيداً عن الخوف من اختفاء الفنانين البشر، ترى الصحيفة البريطانية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد هؤلاء الفنانين ويسهل مهمتهم وفي نهاية المطاف، في حال تم توظيفه بشكل جيد.

ومن جهتها، أكدت صحيفة "رولينغ ستون" أن الذكاء الاصطناعي المولّد للموسيقى قد حقق تقدماً باهراً، ويبدو أنه عوض جزءاً كبيراً من التأخير الذي حدث في مولدات النصوص والصور ومقاطع الفيديو. وبلغت هذه التقنيات حد تأليف مقطوعات مؤثرة من "البلوز" ، ولكنها تبقى بعيدة كلياً عن التجربة الإنسانية، حسب ما اعتبر الخبير الأميركي فيرنون ريد.

وأعرب ريد عن دهشته واستغرابه عندما استمع إلى مقطوعة موسيقى البلوز من تأليف الذكاء الإصطناعي "سونو"، المبرمج لتوليد الموسيقى والألحان وتم تطويره بواسطة شركة ناشئة أميركية. 

ونُشرت أغنية "سول اوف أي ماشين" من تأليف الذكاء الإصطناعي على "ساوند كلود" وانتشرت على نطاق واسع، وتم الاستماع إليها أكثر من 36 ألف مرة في أربعة أيام وأكثر من 51.3 ألف مرة بعد ثلاثة عشر يوماً في شهر مارس الماضي.

وأثارت جدلاً حول البيانات التي تم استخدامها لتدريب سونو، وظلّت الشركة الناشئة متحفظة في الإفصاح عن تفاصيل هذه المسألة وتأثير التكنولوجيا على الفنانين البشر، من بين أمور أخرى، حسبما ذكرت صحيفة رولينغ ستون.

ويشعر فريد، 65 عاماً، والمعروف بأنه مؤسس مجموعة "ليفينغ كولور" الاندماجية، بالقلق بشأن "الأصالة المقلقة" لهذه المقطوعة، التي تنتمي إلى نوع موسيقى البلوز، "المتجذرة بعمق في تاريخ الأميركيين السود، والعبودية والصدمات التاريخية للإنسانية".

لكن يبدو أن قلق الموسيقيين الآخرين يختلف بطبيعته، ويدور حول مخاوف فقدانهم مداخيلهم في السنوات والعقود المقبلة.