النفط يشتعل.. حقل الشرارة وتصاعد التوترات

اتسعت مكاسب النفط خلال التعاملات المبكرة اليوم الخميس، مع توقف كامل لنفط حقل الشرارة الليبي جنبًا إلى جنب ومخاوف اتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط في ظل أزمة تتفاقم في البحر الأحمر بالقرب من ممرات الملاحة الرئيسية.

وفي غضون ذلك ساعدت بيانات أولية بشأن انخفاض مخزونات النفط الأميركية الأسواق على استيعاب أنباء الزيادة القياسية للإنتاج والصادرات في الولايات المتحدة.

وارتفعت أسعار النفط لتواصل تحقيق مكاسب حادة بدأت خلال تعاملات أمس الأربعاء وسط المخاوف حيال إمدادات الشرق الأوسط في أعقاب توقف الإنتاج بحقل في ليبيا وتصاعد التوتر بسبب حرب إسرائيل في قطاع غزة.

النفط الآن

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.5 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.7% إلى مستويات قرب الـ 79 دولارًا للبرميل.

وفي غضون ذلك ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.6 دولار للبرميل أو ما يعادل 0.65% إلى مستويات أعلى من الـ73 دولارًا للبرميل.

النفط أمس

وزاد سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 3.1% إلى 78.25 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس تسليم فبراير بنسبة 3.3% إلى 72.70 دولار للبرميل.

ارتفع كلا الخامين القياسيين عند التسوية في أول ارتفاع منذ خمسة أيام، وفي الوقت نفسه شهد الخام الأميركي نايمكس أكبر زيادة يومية بالنسبة المئوية منذ منتصف نوفمبر.

وانخفضت أسعار النفط في 2023 لتحقق أول خسائر سنوية في 3 أعوام، بعد المكاسب القوية التي حققتها في العامين الماضيين، حيث تراجعت بأكثر من 10%.

حقل الشرارة

وأدت احتجاجات أمس الأربعاء إلى توقف كامل للإنتاج في حقل الشرارة النفطي الليبي، الذي يمكن أن ينتج ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا.

وكان حقل الشرارة، وهو أحد أكبر الحقول في ليبيا، هدفا متكررا لاحتجاجات محلية وأخرى سياسية أوسع نطاقا.

اتساع الحرب

ويستمر دعم أسعار النفط نتيجة التوتر الإقليمي الناجم عن الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وفي غضون ذلك تعهدت إيران بالانتقام لمقتل 100 مواطن في تفجيرات حملها مسؤولون إيرانيون لإرهابيين، وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي: "إن بلاده لم تر ما يشير إلى تورط إسرائيل".

وأبحرت سفينة إيرانية بالبحر الأحمر أول أمس الاثنين، في إشارة لاحتمال اشتعال العمليات الهجومية التي شنها الحوثيون بالمنطقة في الفترة الأخيرة.

وفي الوقت ذاته أعلنت الولايات المتحدة عن صد طائراتها هجوما جديدا استهدف سفينة تابعة لشركة ميرسك الدنماركية.

ممرات الملاحة

وظلت المخاوف المتعلقة بالشحن في البحر الأحمر قائمة بعد أن أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا سفينة حاويات متجهة إلى إسرائيل.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الجماعة المسلحة أطلقت صاروخين باليستيين مضادين للسفن في جنوب البحر الأحمر في اليوم السابق.

مخزونات النفط

وتلقت السوق دعما من بيانات معهد البترول الأميركي التي أظهرت انخفاض مخزونات الخام الأميركية 7.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 ديسمبر وهو ضعف الانخفاض الذي تتوقعه الأسواق.

إلا انه وفي المقابل ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 6.9 مليون برميل، مقابل توقعات انخفاضها 200 ألف برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير أكثر من المتوقع.

حوار أوبك

وأكدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن التعاون والحوار داخل تحالف أوبك+ سيستمر، وذلك بعد أن أعلنت أنغولا عضو أوبك الشهر الماضي أنها ستنسحب من المنظمة.

وفي غضون ذلك أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عن عقد اجتماع للمجموعة في الأول من فبراير شباط لمراجعة تنفيذ أحدث خفض لإنتاج النفط.

وأكدت منظمة أوبك مجددًا التزامها بالوحدة والتماسك الكامل واستقرار السوق، من خلال إعلان التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في المنظمة والدول المنتجة من خارجها فيما يُعرف بتحالف أوبك+.

ضغوط أوسع

وأوضح محللو آي إن جي (ING) أن أسواق الطاقة لم تتمكن من الهروب من الضغوط الأوسع التي شهدتها الأصول الخطرة مع ضعف أسواق الأسهم أيضًا.

وقال محللو آي إن جي: "في حين إن الوضع الجيوسياسي يشكّل مصدر قلق لسوق النفط، فإن توازن النفط المريح إلى حدّ ما خلال النصف الأول من عام 2024 يساعد في تخفيف بعض هذه المخاوف".

مخاوف ملاحية

وقال هيرويوكي كيكوكاوا رئيس شركة إن.إس تريدينج وهي وحدة تابعة لشركة نيسان للأوراق المالية "لا تزال المخاوف حول الملاحة في البحر الأحمر مستمرة".

وأشار كيكوكاوا إلى استمرار المخاوف من التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة بشأن تورط إيران ما قد يجعل من الصعب بيع المزيد من النفط نتيجة لتعليق حركة الممرات الملاحية.

سلاسل الإمداد

وقال رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس Lipow Oil Associates أندرو ليبو: "سنشهد استمرار التقلبات مع دخولنا عام 2024 في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية والخوف من احتمالية توسيع نطاق الصراع في جميع أنحاء المنطقة".

وأضاف ليبو: "أثارت الحرب في الشرق الأوسط مخاوف بشأن انقطاع الإمدادات المحتمل في الأشهر القليلة الأخيرة من عام 2023، والتي من المتوقع أن تستمر حتى عام 2024".

دائرة الصراع

وأوضحت كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا ريانكا ساشديفا أن احتمالات تصعيد الهجمات على سفن الشحن في ممرات البحر الأحمر من شأنه أن يغذي ارتفاع الأسعار.

وقالت ريانكا ساشديفا: "لا تزال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني محركًا رئيسيًا لمشاعر أسواق النفط العالمية".

ارتباك السوق

يورى رئيس شركة إن إس تريدينج هيرويوكي كيكوكاوا، أن المخاوف بشأن حركة الشحن في البحر الأحمر ستؤدي إلى حالة من الارتباك مع تصاعد حدة التوترات.

بيد أنه ومع استمرار القلق بشأن التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة بشأن تورط أطراف جديدة في الصراع يجعل من الصعب تكثيف عمليات البيع" وفقًا لرئيس شركة إن إس تريدينغ.

وقال رئيس شركة إن إس تريدينج: "من المرجح أن تحاول السوق الارتفاع مرة أخرى، ربما في أوائل العام الجديد".

وسيأتي ذلك بفضل توقعات بتعافي الطلب على الوقود، مع التيسير النقدي في الولايات المتحدة وارتفاع الطلب على الكيروسين خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي.