تقارير
تقاريرمنصة للحفر

اللاحرب واللاسلم واللاطلب تدفع النفط صوب قاع 4 أشهر

انعكست تداعيات حالة عدم اليقين والضبابية على أسواق النفط التي تخلت عن كافة مكاسب الأيام الأولى من الحرب والتي اقتربت في ذروتها من 10 دولارات، إلا ان النفط خسر أغلب المحفزات مع تزايد التوقعات بشأن عدم اتساع دائرة الصراع في منطقة الشرق الأوسط رغم استمرار الصراع للأسبوع الخامس على التوالي، جنبًا إلى جنب وارتفاع يفوق التوقعات في مخزونات النفط الأميركية.

وفي ظل حالة من اللاسلم واللاحرب، جاءت حالة من الفوضى بشأن عودة توقعات تباطؤ الطلب إبان مجموعة من البيانات المختلطة من الاقتصادات الكبرى الصين وأوروبا وأميركا.

أسعار النفط تتابع عن كثب تقارير قيام وزارة الخزانة الأميركية باتخاذ إجراءات صارمة ضد صادرات النفط الروسية
جيوفاني ستونوفو
الهبوط يتسع

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس تراجعت أسعار النفط الخام متجهة صوب أدنى مستوياتها منذ منتصف يوليو الماضي عقب بيانات مخزونات النفط الأميركية التي جاءت سلبية.

جنبًا إلى جنب وبيانات المخزون جاءت حزمة من بيانات الأوروبية والصينية التي لم تغلق الباب بشأن ملامح الركود التي قد تدفع إلى انكماش الطلب على النفط من جانب دول أوروبا والصين أكبر مستهلك بالعالم.

وكان النفط أنهى الأسبوع الماضي على التراجع الأسبوعي الثالث على التوالي رغمًا عن تباطؤ الدولار واستمرار المخاوف بشأن عدم انتظام إمدادات الشرق الأوسط.

اقرا أيضًا- أرقام هزيلة للغاية..اقتصاد الصين يزداد مرضاً
شد وجذب

وبينما تلوح أميركا بتشديد وتصعيد العقوبات على النفط الروسي تأتي الأنباء من العراق بشان قرب عودة انتظام إمدادات النفط الخام.

جنبًا إلى جنب جاءت توقعات أوبك ووكالة الطاقة الدولية إيجابية بشأن تعافي الطلب بيد أن أن البيانات الاقتصادية جاءت لتضرب التوقعات في الصميم.

الأسعار الآن

وينخفض الخام الأميركي خلال هذه اللحظات من تعاملات الخميس بأكثر من 1% لتتراجع العقود الآجلة تسليم ديسمبر قرب مستويات الـ 75.6 دولار مقتربة من قاع يوليو الماضي.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي مقتربة من أدنى مستوياتها منذ منتصف يوليو حيث تحوم قرب مستويات الدعم الرئيسة عند 80 دولارا.

على المدى المتوسط الطلب على النفط سيظل بحالة جيدة خلال المرحلة المقبلة
ANZ
صدمة المخزونات

واصطدمت الأسعار بمخزون النفط الأميركي الذي سجل ارتفاعًا هائلاً بحوالي 3.6 مليون برميل، بينما كانت التوقعات تحوم حول ارتفاع في حدود مليوني برميل.

وكشفت بيانات معلومات إدارة الطاقة الأميركية عن ارتفاع مخزونات النفط بواقع 3.6 مليون برميل، مقابل توقعات بارتفاعها 1.793 مليون برميل، بينما سجلت القراءة السابقة ارتفاعًا بواقع 774 ألف برميل.

وهذا هو الأول الذي يصدر خلال أسبوعين من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، حيث لم تصدر تقريرها الأسبوع الماضي بسبب تحديث الأنظمة.

اقرا أيضًا- اقتصاد اليابان يسقط.. بيانات لم يتوقعها أحد
ما يقود الأسواق؟

على المدى المتوسط يرى محللو السلع لدى ANZ أن الطلب على النفط سيظل بحالة جيدة خلال المرحلة المقبلة، مع رفع التوقعات بسبب زيادة الاستهلاك في الصين التي جاءت أكبر من المتوقع.

وتزامنًا يعتقد محللو إيه إن زد أن التوقعات بشأن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة في الربيع المقبل وانخفاض الدولار تعد رياحًا إيجابية للنفط.

بيد أنه وعلى المدى القريب يرجح محللو السلع لدى ANZ أن يظل النفط عرضة للتقلبات مع استمرار الصراع في الشرق الأوسط جنبًا إلى جنب ومتابعة تدفق البيانات التي تشير إلى تعافي النمو أو العكس.

تعافي الطلب

ويرى كريج إيرلام كبير محللي السوق لدى أواندا أن تقرير أوبك الشهري جنبًا إلى جنب وتقرير وكالة الطاقة الدولية عن سوق النفط يبدد مخاوف الطلب إذ يشير إلى المعنويات السلبية المتضخمة إزاء الطلب الصيني".

وفي الوقت ذاته أشار كبير محللي السوق لدى أواندا إلى أن التقرير يرفع توقعات نمو الطلب لهذا العام ويتركها دون تغيير للعام المقبل.

عقوبات روسيا

بينما يرى جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك يو.بي.إس أن أسعار النفط تتابع عن كثب تقارير قيام وزارة الخزانة الأميركية باتخاذ إجراءات صارمة ضد صادرات النفط الروسية.

وطلبت واشنطن بيانات النقل لأكثر من 100 سفينة كان تحمل النفط الروسي، وتلك الخطوة هي أكبر خطوة تتخذها واشنطن منذ فرض سقف سعري لتقليل عوائد النفط لموسكو.

النفط سيظل عرضة للتقلبات مع استمرار الصراع في الشرق الأوسط جنبًا إلى جنب ومتابعة تدفق بيانات تعافي النمو
ANZ
رياح عكسية

وفي غضون ذلك رجح محللو إيه.إن.زد أن يؤدي تجدد المحادثات في العراق لإعادة تشغيل خط أنابيب للنفط للضغط على أسعار النفط مع ارتفاع المعروض تزامنًا وتقلبات توقعات الطلب.

ويتوقع وزير النفط العراقي حيان عبد الغني التوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان وشركات النفط الأجنبية لاستئناف الإنتاج من حقول النفط في الإقليم لتستأنف الصادرات من حقول الشمال عبر خط الأنابيب العراقي-التركي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أوقفت تركيا تدفقات بلغت 450 ألف برميل يوميا من صادرات الشمال عبر خط الأنابيب منذ 25 مارس بعد حكم أصدرته غرفة التجارة الدولية.

اقرا أيضًا- قبل اندلاع الصراع.. مستويات قياسية للسفر بالشرق الأوسط
موقف أوبك

وفي غضون ذلك أكدت السعودية وروسيا، وهما من كبار مصدري النفط، الأسبوع الماضي أنهما ستواصلان تخفيضات إنتاج النفط الطوعية حتى نهاية العام.

وألقت أوبك في تقريرها الشهري باللوم على المضاربين في أحدث انخفاض في الأسعار في إشارة إلى تعمد المضاربين في الضغط على الأسعار.

وتجتمع مجموعة أوبك+ التي تضم أوبك وحلفاء آخرين منهم روسيا في 26 نوفمبر.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com