بريطانيا.. تحذير "نادر" لشبكة الكهرباء من نقص الإمدادات

شبكة كهرباء
شبكة كهرباء

أصدرت شبكة خطوط نقل الكهرباء في بريطانيا تحذيرا نادرا من نقص الإمدادات، الثلاثاء، ودعت محطات التوليد التي تعمل بالفحم للاستعداد للعمل، في ظل تضرر الإمدادات من موجة الثلوج التي تضرب البلاد.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بيان صادر عن شركة "ناشونال جريد" المشغلة لشبكة الكهرباء البريطانية القول إن الإمدادات اليوم أقل من المستوى المطلوب بنحو 700 ميغاوات، مشيرة إلى أنها مستعدة لاستقبال 370 ميغاوات إضافية من محطات الفحم إذا لزم الأمر.

تقليل الاستهلاك

وأشارت إلى أن النقص في الإمدادات تراجع مقارنة بمستواه عند إصدار التحذير لأول مرة مساء أمس، لكن مازال الموقف يحتاج لمزيد من العمل للمحافظة على استقرار إمدادات الكهرباء، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وطالبت الشركة 4 من 5 خمس محطات فحم احتياطية بالتسخين والاستعداد للتشغيل بهدف تزويد الشبكة بمزيد من إمدادات الكهرباء إذا لزم الأمر، في حين تدرس الشركة إمكانية مطالبة المستهلكين بتقليل الطلب على الكهرباء غدا.

ما السبب؟

يذكر أن درجة الحرارة في لندن انخفضت بواقع 5.1 درجات تحت المعدلات الطبيعية اليوم، فيما يمكن أن تكون آخر موجة صقيع خلال الشتاء الحالي، وإلى جانب البرودة الشديدة الحالية، تراجع إنتاج محطات طاقة الرياح إلى 13% من إجمالي إنتاج الكهرباء في بريطانيا، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

وفي أكتوبر الماضي، حذّرت الشبكة الوطنية من أن البلاد قد تواجه انقطاعات مخططة للتيار الكهربائي لمدة 3 ساعات عن المنازل والشركات هذا الشتاء، إذا لم تستطع المملكة المتحدة استيراد الكهرباء من أوروبا، وتكافح لجذب المزيد من إمدادات الغاز لتشغيل محطات الكهرباء التي تعمل به.

وفاقمت أزمة نقص الغاز في أوروبا، إضافة إلى مشكلات الصيانة في العديد من محطات الطاقة النووية الفرنسية من مخاطر عدم قدرة بريطانيا على تأمين الغاز الذي تحتاج إليه، أو واردات الكهرباء التي تتلقاها عادة من دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا.

وفي 16 يونيو الماضي، أعلنت شركتا إكوينور النرويجية وسنتريكا البريطانية توقيع اتفاقية لتوصيل إمدادات إضافية من الغاز إلى المملكة المتحدة، وتستورد لندن حاليًا نحو ثلث احتياجاتها من الغاز من أوسلو.

عودة للفحم

ومنذ إعادة فتح الاقتصاد بعد ذروة وباء كورونا ارتفعت أسعار الطاقة بشدة وتسارعت منذ بداية حرب أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع التضخم في العديد من مناطق العالم، مما أثار بدوره أزمة في تكاليف المعيشة.

وللتغلب على أزمة الطاقة، تعمل أميركا بشكل كبير على زيادة شحناتها من الغاز إلى بريطانيا في إطار اتفاق شراكة حول أمن الطاقة، وفق ما أعلن في ديسمبر الماضي، حيث ذكر بيان حكومي بريطاني آنذاك أنه "في السنوات المقبلة، تعتزم واشنطن زيادة كميات الغاز المصدرة إلى لندن أكثر من الضعف مقارنة بعام 2021، لضمان أمن الإمدادات والتخفيف من تقلب الأسعار".

ورغم تأكيدات الحكومة أن هدفها المتمثل في الاستغناء عن الفحم الحجري في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2024 لم يتغير، عادت الحكومة البريطانية لفتح ملف الفحم مجدداً، وكان من أحدث القرارات الموافقة على مشروع منجم فحم حجري مثير للجدل بمقاطعة كمبريا، هو الأول من نوعه منذ 30 عاماً.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com