احتمال تعثر إمدادت النفط الإيراني يدعم الأسعار
ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، إذ بدأت أسواق الطاقة تلتقط أنفاسها، تزامناً والهدوء النسبي الذي بدا يسود حرب التعريفات الجمركية جنباً إلى جنب ومخاوف الأسواق من تعثر إمدادات النفط الإيراني.
تلقت الأسعار دعماً من بيانات أظهرت ارتفاع واردات الصين من النفط الخام في مارس بنحو 5% مقارنة بالعام السابق، مع زيادة مشترياتها من النفط الإيراني تحسباً لتشديد العقوبات الأميركية.
منذ بداية الشهر الجاري خسر خاما برنت وغرب تكساس الوسيط نحو 10 دولارات للبرميل، وخفض المحللون توقعاتهم لأسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يونيو نحو 0.4 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.5%، وصولاً إلى مستويات أعلى 65 دولاراً للبرميل بحلول الساعة الـ4:00 بتوقيت غرينتش.
◄ ازدادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم مايو، نحو 0.3% أو ما يعادل 0.2 دولار للبرميل وصولاً إلى مستويات 61.79 دولار.
◄عند نهاية تعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.2% لتصل إلى 64.88 دولار للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أقل من 0.1% إلى 61.53 دولار للبرميل.
خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الاثنين توقعاتها للطلب للمرة الأولى منذ ديسمبر، بسبب السياسات التجارية الأميركية المتذبذبة، التي أشعلت حرب التعريفات، وأدت إلى حالة من عدم اليقين في أسواق النفط العالمية.
في أحدث تطورات حرب تجارية متوترة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يدرس تعديل الرسوم الجمركية البالغة 25% المفروضة على واردات السيارات وقطع غيارها من المكسيك وكندا ودول أخرى.
واستثنى ترامب في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض الإلكترونيات الأخرى، التي يتم استيراد معظمها من الصين، من الرسوم الجمركية الكبيرة.
كما قال ترامب الأحد إنه سيعلن عن معدل الرسوم الجمركية على أشباه الموصلات المستوردة خلال الأسبوع المقبل، في حين بدأت الإدارة الأميركية في أول أبريل تحقيقاً في واردات أشباه الموصلات توطئة لفرض رسوم عليها.
في خطوة قدمت بعضاً من الدعم لأسعار النفط، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد توقف صادرات النفط الإيرانية كجزء من خطة ترامب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي.
أما كازاخستان، فقالت أمس إن إنتاجها النفطي انخفض 3% منذ بداية أبريل عن متوسط مارس، رغم أن إنتاجها مع ذلك لا يزال فوق حصتها في «أوبك+»، التجمع الذي يضم «أوبك» وحلفاء بقيادة روسيا.
في حين أظهرت بيانات أمس الاثنين أن واردات الصين من النفط الخام انتعشت بشكل كبير خلال مارس مقارنة بالشهرين السابقين، وارتفعت بنحو 5% مقارنة بالعام السابق مدعومة بزيادة الشحنات من النفط الإيراني والروسي.
وتوقعت «أوبك» في تقريرها الشهري ارتفاع الطلب العالمي على النفط 1.30 مليون برميل يومياً في 2025، بانخفاض 150 ألف برميل يومياً عن تقديرات الشهر الماضي، مرجعة ذلك لأسباب منها الرسوم الجمركية.
يتوقع بنك «غولدمان ساكس» أن يسجل خام برنت 63 دولاراً للبرميل في المتوسط، في حين سيسجل خام غرب تكساس الوسيط 59 دولاراً للبرميل على مدى بقية العام الجاري، مع توقع أن يسجل خام برنت 58 دولاراً للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 55 دولاراً للبرميل في 2026.
كما يتوقع البنك الأميركي زيادة الطلب العالمي على النفط في الربع الأخير من العام الجاري بمقدار 300 ألف برميل يومياً فحسب على أساس سنوي في ظل توقعات النمو الضعيف، جنباً إلى جنب وتباطؤ الطلب الذي من المتوقع أن يكون أكثر حدة في المواد الأولية للبتروكيماويات.
كذلك خفض بنك «يو بي إس» توقعاته لسعر خام برنت 12 دولاراً للبرميل ليصل إلى 68 دولاراً للبرميل، بينما توقع خبراء البنك أن يتداول خام غرب تكساس الأميركي الوسيط عند 64 دولاراً للبرميل في المتوسط هذا العام.
بينما توقعت «بي إم آي»، التابعة لشركة «فيتش سوليوشنز»، أن يكون فارق سعر خام برنت بين ديسمبر 2025 وديسمبر من العام المقبل في وضع يسمح بأن يكون سعر العقود الآجلة أعلى من السعر الحالي.