وحذر المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة الذرية فاتح بيرول في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" من أن أسعار الطاقة قد ترتفع خلال الشتاء المقبل في حال نما الاقتصاد الصيني بصورة كبيرة، وكان الطقس باردا في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
ووضع بيرول سيناريو يتصور نمو الاقتصاد الصيني بقوة، وشراء الصين للغاز الطبيعي المسال في الأسواق العالمية، في الوقت الذي يعاني فيه نصف الكرة الشمالي من البرد الشديد.
وأضاف أنه بعد ذلك يمكن أن يكون هناك ضغط متزايد على أسعار الغاز الطبيعي. وحث بيرول الحكومات على مواصلة برامج الطاقة المتجددة، مضيفا أنه يتعين أيضا على الحكومات حث شعوبها على توفير الطاقة.
واليوم السبت، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء فرنسا، لوك ريمون في مؤتمر صحفي بإيكس أون بروفانس، أن الطاقة من المحطات النووية في فرنسا، تتحسن ولا داعي للذعر بشأن إمدادات الطاقة الشتاء المقبل.
وأضاف: "الإنتاج يزداد، وفي هذه المرحلة أعتقد أنه يمكننا القول إننا نتجه للشتاء المقبل بهدوء"، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ للأنباء.
وتراجع إنتاج شركة كهرباء فرنسا من المحطات النووية بواقع 23% العام الماضي، إلى 279 تيرا واط/الساعة، وهو أدنى مستوى منذ 1988، بسبب توقف عمل المفاعلات لفترة طويلة لفحص وإصلاح الأنابيب التي تضررت جراء التآكل الناتج عن الضغط.
وأدى ذلك إلى تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا وزيادة أسعار الكهرباء فيما اضطرت المنشأة الفرنسية إلى شراء الكهرباء من أسواق الجملة لتغطية نقص الإنتاج، مما كلفها 29 مليار يورو.
وقال ريمون إن جهود توفير الطاقة التي شجعتها الحكومة الفرنسية الشتاء الماضي سوف تساهم أيضا في خفض الضغط على نظام الطاقة في البلاد.
وأصبحت مرافق التخزين الأوروبية ممتلئة بنسبة تزيد على 78%، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط الموسمي.
ويرجع ذلك إلى التدفق الكبير للغاز الطبيعي المسال في وقت سابق من هذا العام.
وقد ساعد ذلك في تعويض التقلبات الأخيرة التي سببتها الانقطاعات في النرويج، ومراهنات التجار وموجات الحر التي تعزز الحاجة إلى التبريد.
وقال محللو سيتي غروب في مذكرة بحثية إن مستويات التخزين في أوروبا من المتوقع أن تصل إلى حدود السعة القصوى في غضون شهرين".
ومن المرجح وفقًا لمحللي سيتي غروب استمرار انخفاض الأسعار في وقت لاحق هذا الصيف.
وأرجع محللو سيتي غروب التراجع إلى الانقطاع النرويجي والطقس الحار.
وقال محللو البنك: "قد لا يتحقق الطلب القوي على الغاز في أوروبا وآسيا بالقدر الذي قد يأمله البعض، خاصة إذا انخفضت درجات الحرارة بشكل موسمي خلال الأسبوعين المقبلين".