النفط يتخطى جني الأرباح.. مغامرة جديدة صوب الـ90 دولاراً
تعافت أسعار النفط، اليوم الخميس، بعد موجة من جني الأرباح، أمس الأربعاء، التي جاءت عقب سلسلة قوية من الارتفاعات دفعت الخام صوب أعلى مستوياته في نحو أربعة أشهر، ويبدو أن السوق بدأت في إعادة تسعير قيمة تأثير زيادة الطلب الأميركي على آليات السوق، وذلك مع انخفاض المخزونات للأسبوع الثالث على التوالي، تزامنًا واستمرار المخاوف بشأن عدم انتظام الصادرات الروسية إلى الأسواق.
وحفز انخفاض الدولار الأميركي شهية المخاطر لدى المتداولين عقب تأكيد البنك خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع الإشارة إلى أن الفيدرالي يدرك التأثير السلبي للفائدة المرتفعة على النمو.
ويجذب الدولار الضعيف تجار النفط إلى شراء الخام المسعر بالعملة الأميركية، حيث تنخفض تكاليف شراء ونقل وتأمين الخام لدى المستوردين.
النفط الآن
وبحلول الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت العالمي ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي بحوالي 0.6% وصولا إلى مستويات قرب نقطة المقاومة عند 82 دولاراً للبرميل.
وفي غضون ذلك ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس عند مستويات قرب الـ87 دولارًا للبرميل بمكاسب في حدود 0.6 دولار أو ما يعادل 0.7%.
وقال كبير الاستراتيجيين لدى TD Securities كريس ويلن: "يبدو أن شهية مخاطر المتداولين باتت أكثر تفاؤلًا ورهاناً على أن موجة صعودية واسعة قد بدأت في أغلب الأصول ومن بينها النفط مع انخفاض الدولار".
النفط أمس
وعند نهاية تعاملات أمس الأربعاء انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، بأكثر من 1.6%، نزولًا إلى مستويات دون الـ86 دولارًا للبرميل.
وفي الوقت ذاته تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 2.1%، لتهبط الأسعار دون مستويات الـ82 دولارًا للاوقية.
ما يقود السوق؟
يرى محلل السلع لدى أي إن جي ING، وارن باترسون، أن مخاطر العرض المحيطة بالمنتجات المكررة الروسية تستمر في تقديم الدعم، في وقت من المقرر أن تتشدد فيه السوق بعد تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية من أوبك+ إلى الربع الثاني من عام 2024.
وقال باترسون في مذكرة بحثية : "إذا استمرت الاضطرابات لمدة طويلة، فقد يجبر ذلك المنتجين الروس في النهاية على خفض الإمدادات إذا لم يتمكنوا من تصدير كل هذا النفط الخام".
اقرأ أيضًا- الأعلى بالتاريخ.. ثيران الذهب يندفعون صوب الـ 2300 دولار
وأضاف باترسون: "لا يزال المشاركون في السوق يقيمون تأثير هجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية في إمدادات النفط الخام، وسط توقعات بتعافي الطلب مع الاتجاه لخفض الفائدة عالميا وهو ما يدفع النمو الاقتصادي".
جني أرباح
وترى محللة أسواق النفط تينا تنغ أن جني الأرباح جاء سببًا للحركة الهبوطية في أسعار النفط الخام أمس وقالت: "من المرجح استكمال الارتفاع الأسعار الأخير، حيث إنه جاء مدعومًا بتحسن توقعات الطلب وتناقص العرض".
وقالت تنغ: "ستنعكس تراجعات الدولار اليوم على ارتفاع النفط بعدما أثر الدولار القوي أمس في معنويات المشترين الآسيويين، حيث ارتفع مؤشر الدولار خوفًا من مفاجآت الفيدرالي".
اقرأ أيضًا- أسهم أحدث طرح إماراتي تقفز 30% في الدقائق الأولى
ولفتت تنغ إلى أن ارتفاعات النفط القوية دفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 4 أشهر، حيث تستمر التوترات الجيوسياسية جنبًا إلى جنب ومخاوف تعثر الإمدادات الروسية وقوة الطلب والنمو الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة.
تأثير المخزونات
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية هبوط مخزونات النفط الأميركية ومخزونات البنزين ولكن جاء التراجع بأقل من توقعات الأسواق، إلا أنه استمر للأسبوع الثاني في إشارة لزيادة الطلب.
وانخفض مخزون الخام نحو مليوني برميل، خلال الأسبوع المنتهي 15 مارس نزولًا إلى إلى 445 مليون برميل، وذلك بأقل من تقديرات ستاندرد آند بورز غلوبال التي رجح انخفاض بنحو نحو 2.7 مليون برميل.
اقرأ أيضًا- احتفال مبكر.. وزير الخزانة يهنئ بنك إنجلترا
وفي الوقت ذاته، ارتفع الاحتياطي الإستراتيجي لمخزونات النفط بمقدار 0.8 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، ليصل الإجمالي إلى 362.3 مليون برميل، حيث أعلنت واشنطن عزمها إعادته إلى ما قبل تنفيذ خطة بايدن لدعم السوق بأكثر من 200 مليون برميل.
وتراجعت مخزونات البنزين الأميركية بما يقدر بنحو 3.3 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي نزولًا إلى مستويات 230.8 مليون برميل، وهو ما يأتي أعلى من تقديرات إس أند بي غلوبال بحوالي 1.9.
توقعات إيجابية
وفي غضون ذلك يرى محلل السلع في بنك يو بي إس، جيوفاني ستانوفو أن بيانات الطلب على النفط حتى الآن في عام 2024 جاءت قوية للغاية خاصة بعدما عدلت الطاقة الدولية توقعاتها بالرفع أكثر من مرة.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب في الربع الأول من عام 2024 بحوالي 270 ألف برميل يوميًا وصولًا إلى 1.7 مليون برميل يوميًا على أساس سنوي.
وفي الوقت ذاته، لفت محلل ستانوفو إلى تراجع مخزونات النفط خلال العام الجاري، إضافة إلى توقعات أن يؤدي تمديد تخفيضات أوبك+ إلى إبقاء سوق النفط في حالة ترقب لنقص الإمدادات وتراجع المعروض.
ورجح محلل السلع في بنك يو بي إس أن يحوم خام برنت القياسي بين 80 و90 دولارًا للبرميل هذا العام، حيث يتداول قرب 86 دولارًا في نهاية يونيو 82 دولاراً في نهاية سبتمبر وينهي العام عند مستويات 82 دولارًا للبرميل.