ووفق صحيفة "ذيس داي" التي تتخذ من لاغوس مقرا لها، فإن الرئيس محمد بخاري، الذي من المقرر أن يترك منصبه خلال أيام، بعد أن قضى فترتين مدة كل منهما أربعة أعوام، سوف يطلق مراسم بدء تشغيل المصفاة.
وتبلغ قدرة المصفاة، التي بناها أليكو دانغوتي، وهو أغنى رجل في أفريقيا، معالجة 650 ألف برميل من النفط الخام يوميا، عندما تعمل بكامل طاقتها.
ويقع المشروع الذي تبلغ تكلفته 20.5 مليار دولار، بالقرب من لاغوس، وسيضم أكبر مصنع في العالم، لمعالجة النفط الخام بقطار واحد.
واستغرق بناء المصفاة التي تعد الأكبر في أفريقيا عدة أعوام، وتم تأجيل التاريخ المحدد للانتهاء منها عدة مرات.
وتعد نيجيريا أكبر منتج ومصدر للنفط في القارة السمراء، غير أن قدرة التكرير في البلاد غير كافية، وتزيد من اعتماد الدولة الواقعة في غرب أفريقيا على استيراد النفط المكرر.
وتعلّق نيجيريا آمالًا واسعة على المصفاة لإنهاء أزمة ندرة الوقود، وتوفير المبالغ الهائلة التي تنفقها الحكومة على استيراد البنزين والديزل ودعمهما.
وتتوقع الحكومة النيجيرية، إنفاق 15.7 مليار دولار على مدفوعات دعم البنزين في العام الجاري 2023، بما يعادل 18.397 مليار نايرا يوميًا، وفقًا لتصريحات سابقة لوزيرة المالية زينب أحمد.
وتمتلك شركة النفط الحكومية بنيجيريا، 20% من أسهم أكبر مصفاة نفط في القارة السمراء، بينما يمتلك رجل الأعمال أليكو دانغوتي، النسبة الكبرى البالغة 80%، وفق تقارير محلية.
وفي أكتوبر الماضي، قال ميلي كياري، المدير العام لشركة النفط الوطنية النيجيرية، إن الدمج بين إنتاج المصافي المملوكة للدولة ومصفاة دانغوتي، من شأنه إنهاء اعتماد نيجيريا على المنتجات النفطية المستوردة من الخارج.
وأكد المسؤول النيجيري أهمية الدور الاستراتيجي، الذي تؤديه مصفاة دانغوتي في القضاء على استيراد المنتجات النفطية، وتحويل البلاد إلى منصة لتصدير مشتقات الوقود.
وفي تقريرها الاقتصادي لعام 2022، قالت مؤسسة فايننشال دريفاتيفس، إن المصفاة المزمع تشغيلها، ستعمل على تعزيز توزيع المنتجات النفطية على مستوى القارة، وتدعم بشكل كبير الاقتصاد المحلي، وفق ما نقلته صحيفة "الغارديان" النيجيرية.
إلا أن بيسمارك رواني، رئيس المؤسسة، حذر بشكل كبير من اعتبار تشغيل مصفاة دانغوتي العلاج النهائي للاقتصاد.
وأكد أنه "لا أحد ينكر أن تشغيل المصفاة سيدعم بشكل كبير، صادرات البلاد من المنتجات النفطية إلى القارة السمراء، لكن الحديث بأن المصفاة ستعالج أزمات الاقتصاد النيجيري هو وهم، فهى ليست عصا سحرية".