عقدان بـ 3.3 مليارات دولار.. أرامكو تتوسع في منشآت الغاز

 أرست شركة "أرامكو" السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، عقدين بقيمة 3.3 مليارت دولار على مشروع مشترك بين شركة "تكنيكاس ريونيداس" الإسبانية ومجموعة "سينوبك" الهندسية الصينية لتطوير منشآت جديدة لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي.

وتُنفذ الشركة السعودية العملاقة العديد من المشاريع البرية والتوسعية بقيمة مليارات الدولارات، بهدف توسيع قدراتها الإنتاجية بقدر كبير قبل نهاية هذا العقد.

وخصصت الشركة نفقات رأسمالية تصل إلى 52 مليار دولار للعام الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع إنفاقها  خلال السنوات المقبلة، وفق تقدير الخبراء.

تحالفات استراتيجية

ويرى الخبير الاقتصادي ورجل الأعمال السعودي، خالد الجاسر، أن "شركة أرامكو تتطلع لمزيد من الاستثمارات في مجال الغاز الطبيعي المُسال، لذا أبرمت أول صفقة بشراء حصة بنحو 500 مليون دولار قابلة للزيادة مع شركة مد أوشن إنرجي التي تستحوذ على حصص في أربعة مشاريع أسترالية للغاز، لكي تصبح السعودية فاعلا رئيسًا في سوق الغاز المنقول بحرًا"، مع العلم أن هذه الصفقة هي الأحدث بين أرامكو وسينوبك.

وبالنسبة لشركة "تكنيكاس ريونيداس"، أشار الجاسر، في تصريحات لـ"إرم الاقتصادية"، أن هذا "أول مشروع تمنحه أرامكو بعد التحالف الاستراتيجي الذي تم مع الشركة الإسبانية ومجموعة سينوبك الصينية الهندسية لتطوير المشاريع المشتركة بنسبة 65% لشركة Técnicas   Reunidas، و35% لمجموعة Sinopec Engineering، وعليه يحق للشركة الإسبانية الحصول على أكثر من 2.15 مليار دولار من الإجمالي".

ويهدف التحالف، البالغ إجمالي استثماراته الناشئة عن هذين العقدين، أكثر من 3.3 مليارات دولار (12.38 مليار ريال سعودي)، لتمكين مجزئات سوائل الغاز الطبيعي، وتطوير مرافق جديدة وإنتاج الإيثان والبروبان والبيوتان والبنتان، وفق الجاسر.

وكشف عن أن العقدين يمتدان على  46 شهرًا للحزمة الأولى، ونحو 41 شهرًا للحزمة الثانية، التي تضم أعمال الهندسة والمشتريات والبناء، وبناء منشآت تقطير الغاز الطبيعي المسال كمرحلة أولى، بالإضافة إلى المرافق المشتركة بالمرحلة الثانية في مشروع "الرياس"، التي تشمل مرافق التخزين والتصدير، حيث ستصل طاقة المعالجة فيها إلى 510 آلاف برميل يوميًّا من الغاز المُسال.

وقالت أرامكو، في بيانها المالي للربع الثالث من عام 2023، إنها ستستثمر في محفظتها المتنامية والمتكاملة من خلال أكبر برنامج رأسمالي في تاريخها، ومن المرجح أن يزيد الطلب على الطاقة على المدى المتوسط إلى الطويل.

وقالت الشركة إن "النفقات الرأسمالية بلغت 41.4 مليار ريال سعودي (11 مليار دولار) خلال الربع الثالث"، مما يعكس عزم أرامكو على تلبية الطلب المتزايد من خلال اقتناص فرص استثمارية فريدة.

خطوة مهمة

ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي السعودي، رائف إبراهيم، إن "المملكة دخلت بقوة في مجال الغاز من خلال الاستحواذ على حصة في شركة ميد أوشن التي تديرها إي آي جي الاستثمارية الأميركية"، لافتًا إلى أن "سوق الغاز بالمملكة في وضع يؤهله للنمو الهيكلي على المدى البعيد".

وأضاف إبراهيم، لـ"إرم الاقتصادية"، أن "خطوة أرامكو بشأن الغاز في الأسواق العالمية، قد تكون صغيرة الحجم نسبيًّا، إلا أنه المشروع الأول في سوق الغاز الذي يدخل ضمن استراتيجية تعتمد على تطوير أعمال الغاز بحلول عام 2030، ما يضع أرامكو في مصاف الشركات العالمية الرائدة في هذا المجال".

وتوقع الخبير أن "تُسهم زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة منخفضة التكلفة، وتعزيز الاتجاه نحو خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".

ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية أرامكو لتنويع محفظتها المالية وتعزيز مكانتها في قطاع الغاز، ويشمل المجمع الجديد وحدات لمعالجة الغاز، ومرافق لتخزين المنتجات، ووحدات إنتاج البتروكيماويات، وفق أستاذة الاقتصاد والطاقة، الدكتورة وفاء علي.

وأضافت، لـ"إرم الاقتصادية"، أن "هذا المشروع يعد الأول من نوعه للشراكة بين أرامكو وشركات عالمية في مجال معالجة الغاز الطبيعي"، وأشارت إلى أن "المملكة تهدف من هذا المشروع إلى أن تصبح فاعلا بارزًا في سوق الغاز المنقول عبر البحر".

وعن بعض التفاصيل الإضافية حول المشروع، أشارت الدكتورة وفاء علي إلى أن "الطاقة المعالجة للمجمع الجديد تبلغ 510 آلاف برميل يوميًّا من الغاز الطبيعي، وستستغرق أعمال الإنشاء والتطوير للمجمع نحو 5 سنوات"، وتتوقع أن "يوفر المشروع فرص عمل لآلاف السعوديين".

ونوّهت الخبيرة بأن "هذه الاستثمارات في قطاع الغاز تأتي في إطار جهود المملكة لتنويع مصادر اقتصادها، وخفض اعتمادها على النفط".