يبدو أن مساعي البيت الأبيض لإقناع شركات الطاقة الأميركية بزيادة إنتاجها من النفط من أجل خفض أسعار الوقود للأميركيين، قد باءت بالفشل.
وصف مبعوث الطاقة الأميركي، آموس هوكشتاين، رفض المستثمرين بقطاع النفط الصخري في البلاد تكثيف عمليات الحفر والتنقيب بأنه أمر "غير أميركي".
وقال كبير مستشاري الطاقة بالبيت الأبيض في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، الأحد: "أعتقد أن المساهمين يطلبون من الشركات عدم زيادة إنتاج النفط وإعادة شراء الأسهم وزيادة الأرباح عندما تصل الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، فكرة شائنة"، مضيفا: "الأمر ليس فقط غير أميركي، إنه أمر غير عادل للرأي العام الأميركي".
وتأتي تعليقات هوكشتاين عقب تطبيق قرار مجموعة السبع بفرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي المنقول بحرا، لكن روسيا قالت إنها لن تلتزم بهذا الإجراء حتى لو اضطرت إلى خفض الإنتاج.
وانتقد هوكشتاين إعلان شركة إكسون موبيل - أكبر شركة نفط في الولايات المتحدة- عن مخطط لإعادة شراء الأسهم، وفقا لرويترز.
ونقلت الصحيفة عن هوكشتاين قوله: "يمكن للشركات شراء الأسهم، والدفع للمساهمين، بجانب الاستمرار في الاستثمار، وزيادة الإنتاج واغتنام الفرصة".
وأعلنت شركة إكسون موبيل عن عمليات إعادة شراء الأسهم هذا الأسبوع ورفعت الرواتب الأساسية السنوية لرئيسها الأعلى والمديرين التنفيذيين الآخرين للعام المقبل.
وأنفقت الشركة نحو 30 مليار دولار بين عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح هذا العام، وهو الإنفاق الذي قدرته رويترز أنه يتخطى الميزانية المرصودة للاستثمار في الإنتاج الجديد، حيث أبقت الشركة على استثماراتها الرأسمالية السنوية بين 20 -25 مليار دولار حتى عام 2027 دون تغيير.
وجذبت الأرباح المرتفعة لصناعة النفط هذا العام انتباه الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي اتهم القطاع بالتربح من الحرب وقال إن شركة إكسون تجني أموالاً كثيرة.
ودعا "بايدن" شركات النفط والغاز، إلى استخدام أرباحها القياسية لخفض التكاليف للأميركيين وزيادة الإنتاج.
وقال إن قطاع النفط "لم يف بالتزامه بالاستثمار في الولايات المتحدة ودعم الشعب الأميركي"، معتبرا أن الشركات لا تحقق "عائدا عادلا" فحسب، بل إنها تحقق "أرباحا مرتفعة لدرجة يصعب تصديقها".
وفي إشارة إلى الصراع في أوكرانيا، قال بايدن إن الشركات"حققت مكاسب لم تكن متوقعة بسبب الحرب، وعليها مسؤولية اتخاذ إجراء".