مستشار سابق: ميركل السبب في اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي

 المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل
المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل رويترز
تعاني الدول الأوروبية وألمانيا على وجه الخصوص من معضلة توفير احتياجاتها من الغاز الطبيعي من مصادر أخرى بعيداً عن روسيا منذ بدء الحرب، حيث تعتمد ألمانيا بشكل رئيسي على توليد الطاقة من خلال واردات الغاز الروسي.

ومنذ بدء إعلان المفوضية الأوروبية عن حزم متكررة من العقوبات ضد روسيا، تسعى ألمانيا من جهة أخرى لإيجاد طريقة تقلل من خلالها الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي من موسكو.

سياسات ميركل السبب

واعترف كبير المستشارين الاقتصاديين السابق للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، بأن السياسات التي اتبعتها ميركل، جعلت ألمانيا تعتمد بشكل مفرط على الغاز الروسي، مما وضع البلاد بعد فوات الأوان بأن تفعل المزيد لتنويع إمداداتها من الطاقة.

وقال لارس هندريك رولر لصحيفة فايننشال تايمز: "لو كنا نعرف آنذاك ما نعرفه الآن لكنا بالطبع تصرفنا بشكل مختلف".

وأشار رولر إلى أن صادرات الطاقة الروسية الرخيصة قدمت دفعة هائلة للاقتصاد الألماني، وساعدت في ضمان نموه لعشر سنوات متتالية.

كما أصر رولر أيضاً على أن ميركل التي شغلت منصب المستشارة الألمانية من عام 2005 إلى عام 2021، أنه لم يكن لديها خيار سوى الرهان بشكل كبير على الغاز الروسي بعد أن قررت التخلص التدريجي من الطاقة النووية، مشيراً إلى أن تلك الخطة كانت محل إجماع في ذلك الوقت.

وقال إن موسكو أيضاً أثبتت أنها شريك موثوق في مجال الطاقة على مدى عدة عقود من الزمن، حيث كان الغاز الروسي يتدفق إلى ألمانيا طوال فترة الحرب الباردة.

وأضاف: "لكن النتيجة هي أننا أصبحنا، في النهاية، معتمدين بشكل كبير على الغاز الروسي، وهذه حقيقة".

وواجهت ميركل انتقادات متزايدة منذ تركها منصبها، لأنها سمحت لألمانيا بالاعتماد بشكل كبير على الطاقة الروسية، حتى بعد أن أصبح من الواضح أن الكرملين مستعد لاستخدام صادراته من النفط والغاز كسلاح جيوسياسي.

وبحلول الوقت الذي اندلعت فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، كانت روسيا تمثل 55% من واردات ألمانيا من الغاز.

كما لمحت الكثير من الانتقادات إلى دعم المستشارة السابقة منذ فترة طويلة لخط نورد ستريم 2، وهو خط أنابيب تحت بحر البلطيق، وكان من شأنه أن يزيد حجم الغاز المتدفق بشكل مباشر من روسيا إلى ألمانيا بشكل كبير.

 ويقول منتقدون إن المشروع، الذي استمر بناؤه حتى بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، كان سيسمح لموسكو بتشديد قبضتها على أسواق الطاقة الأوروبية. وتعرض خط الأنابيب وسلفه نورد ستريم 1 لأضرار في انفجارات وقعت العام الماضي ولا تزال قيد التحقيق.

 منذ بداية الحرب، قامت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس بفطام ألمانيا عن اعتماد الغاز الروسي، وبنت العديد من محطات الغاز الطبيعي المسال، وتحركت لتوسيع القدرة المتجددة بشكل كبير.

 وفي خطاب أصبح الآن مشهوراً في البوندستاج في (سبتمبر) الماضي، اتهم روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الأخضر، حزب ميركل الديمقراطي المسيحي بارتكاب "16 عاماً من سياسات الطاقة الفاشلة" التي اضطر التحالف إلى "تنظيفها" في غضون أشهر.

 لكن رولر قال إن حكومة ميركل كانت ستواجه صعوبات في بناء البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال وتنويع إمدادات الطاقة في ألمانيا "بالنظر إلى السياق السياسي في ذلك الوقت".

وعمل رولر كأكبر مساعد اقتصادي لميركل خلال آخر 11 عامًا لها في السلطة، ويقوم منذ عام 2021 بتدريس الاقتصاد في ESMT، إحدى كليات إدارة الأعمال الرائدة في ألمانيا. ومن خلال منصبه هذا، أطلق مؤتمراً دولياً جديداً، حوار برلين العالمي، الذي انعقد هذا الأسبوع والذي يجمع القادة السياسيين ورجال الأعمال من الغرب والاقتصادات النامية.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com