تباين توقعات أوبك و"الطاقة الدولية" إزاء الطلب على النفط الأعلى منذ 2008

أوبك+
أوبك+ رويترز
أظهرت دراسة جديدة أن التباين في توقعات منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط ووكالة الطاقة الدولية - أهم جهتان في سوق الطاقة - إزاء نمو الطلب على الخام هو الأكبر منذ 2008.
فجوة التوقعات

وتبعث هذه الفجوة إشارات متباينة إلى المستثمرين عن قوة سوق النفط هذا العام، وعن وتيرة تحول العالم نحو استخدام وقود أقل تلويثًا للبيئة على المدى الطويل، وفق الدراسة التي أجرتها رويترز.

توقعت وكالة الطاقة الدولية في فبراير أن يرتفع الطلب بمقدار 1.22 مليون برميل يوميًا في عام 2024، فيما توقعت أوبك في تقريرها في الشهر ذاته 2.25 مليون برميل يوميًا، ويمثل هذا الفارق نحو 1% من الطلب العالمي.

وأوضح نيل أتكينسون، وهو رئيس سابق لقسم أسواق النفط في وكالة الطاقة الدولية، أن هناك تصورًا قويًا بأن التحول في مجال الطاقة سيمضي قدمًا بوتيرة أسرع كثيرًا، وتتمسك كل منهما (الوكالة وأوبك) بموقفها، ولهذا السبب توجد هذه الفجوة الهائلة فيما يتعلق بتوقعات الطلب.

حللت رويترز التغييرات التي أجرتها كل من أوبك ووكالة الطاقة الدولية على توقعاتها للطلب على النفط من عام 2008 إلى عام 2023 وفي أول شهرين من العام الحالي.

في شهر يوليو 2008، بلغت أسعار العقود الآجلة للنفط أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ وصلت إلى نحو 150 دولارًا للبرميل مقارنة بنحو 80 دولارًا الآن.

وخلص تحليل تقارير وكالة الطاقة الدولية وأوبك الشهرية على مدى 16 عامًا إلى أن الفجوة البالغة 1.03 مليون برميل يوميًا في فبراير كانت الأكبر من حيث القيمة للبرميل في تلك الفترة.

وأوضحت وكالة الطاقة الدولية أن التباطؤ هذا العام يعادل العودة إلى اتجاهات النمو التي شهدناها قبل الجائحة، وأن التباطؤ واضح بالفعل في بيانات تسليمات النفط.

وأضافت أنها تتوقع أن يستمر ذلك هذا العام، إذ تتجه مؤشرات التنقل إلى استقرار حركة مرور الشحنات البرية والجوية.

توقعات الطلب

وتخضع توقعات الطلب على النفط للمراجعة، وتتأثر بعدة عوامل يستحيل التنبؤ بها. ويستغرق ظهور البيانات الفعلية للطلب على النفط وقتًا طويلًا، ما يُصعّب التحدي.

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، سينخفض نمو الطلب إلى النصف في عام 2024، وسيأتي الانخفاض جزئيًا نتيجة لازدهار السيارات الكهربائية، وذلك رغم أن الوكالة رفعت تقديراتها لنمو الطلب خلال العام الحالي في توقعات يناير والشهرين التاليين.

وقالت مؤسسة إنرجي أسبكتس، أمريتا سين، إن وكالة الطاقة الدولية تميل إلى تعديل توقعات الطلب بالزيادة، وهو ما يتفق معه أتكينسون.

وأضافت أن توقعات الطلب على النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية يجري تعديلها بالزيادة باستمرار، مرجحة أن تكون ذروة الطلب على النفط أعلى من توقعات وكالة الطاقة الدولية.

وخلص تحليل لرويترز أن وكالة الطاقة الدولية خلال الفترة من 2008 إلى 2023 قللت من تقديرات إجمالي الطلب في توقعاتها المبدئية بنحو 56% مقارنة بنحو 50% في تقديرات أوبك، وهو ليس فرقًا كبيرًا.

الطاقة النظيفة

وهناك اختلاف بين أوبك ووكالة الطاقة الدولية على الأمد المتوسط، إذ تتوقع الوكالة أن يبلغ الطلب على النفط ذروته بحلول عام 2030 مع تحول العالم إلى وقود أنظف، وترفض أوبك هذا التصور، ولا تظهر أي ذروة في توقعاتها حتى عام 2045.

وتأسست وكالة الطاقة الدولية قبل 50 عامًا حين حولت وكالة مراقبة الطاقة في العالم الصناعي تركيزها على أمن إمدادات النفط والغاز إلى دعم مصادر الطاقة المتجددة والعمل المناخي، وبعض أعضاء أوبك يرون أن هذا يقوض دورها كسلطة محايدة.

وأعضاء وكالة الطاقة الدولية هم في الغالب مستهلكون كبار للطاقة، وقررت حكومات كثيرة منهم تسريع تطوير الطاقة المتجددة لتسريع التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.

ويقول المحللون أن أعضاء منظمة أوبك الذين يعتمدون على عائدات الوقود الأحفوري، يواجهون عواقب اقتصادية كارثية محتملة نتيجة للتحول السريع بعيدًا عن النفط.

ووجد التحليل أن توقعات الوكالة والمنظمة متقاربة إحصائيًا من حيث دقة التنبؤ، ما يجعل من الصعب تحديد أيهما سيكون صحيحًا بناء على تتبع السجل.

وجمعت رويترز، كذلك، تقديرات من 26 محللًا في البنوك وشركات الأبحاث لنمو الطلب في 2024، ويبلغ متوسط هذه التقديرات 1.3 مليون برميل يوميًا، أو أقرب إلى وجهة نظر وكالة الطاقة الدولية.

ومن بين 20 محللًا ردوا على سؤال حول ما إذا كان الطلب سيصل إلى ذروته بحلول عام 2030، أجاب 12 محللًا بالنفي، ما يوحي بأن أوبك قد تكون محقة في هذه النقطة على الأرجح.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com