لهذه الأسباب.. أسعار النفط ترتفع 23% منذ نهاية يونيو

منشأة نفط - أرشيفية
منشأة نفط - أرشيفية AP
ارتفعت أسعار النفط بنحو 23% منذ نهاية شهر يونيو الماضي، من نحو 67 دولاراً للخام الأميركي الخفيف إلى 83 دولاراً حالياً.

ووفقاً للمحللين، يعود ارتفاع سعر النفط الخام بشكل رئيس، إلى قرار السعودية بتخفيض إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً، في يوليو لتحقيق استقرار السوق.

وهذا القرار يأتي كجزء من الاتفاق الأكبر لمنظمة أوبك بلس، لتقييد الإنتاج حتى عام 2024، حيث تسعى المجموعة لدعم أسعار النفط المنخفضة.

ويبلغ إجمالي قيمة خفض الإنتاج الحالي لمنظمة أوبك بلاس 3.66 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 3.6% من الطلب العالمي، بما في ذلك خفض إمدادات بمقدار 2 مليون برميل يومياً، تم التوصل إليه في العام الماضي، بالإضافة إلى التخفيض الطوعي بمقدار 1.66 مليون برميل يومياً الذي تم الاتفاق عليه في أبريل.

كما وافقت المجموعة على خفض الأهداف الإنتاجية العامة اعتباراً من يناير 2024 بمقدار إضافي يبلغ 1.4 مليون برميل يومياً بالمقارنة مع الأهداف الحالية، ليصل الإنتاج الإجمالي إلى 40.46 مليون برميل يومياً، ولكن هذه الأهداف تعكس أهدافاً أقل لروسيا ونيجيريا وأنغولا، لتوافقها مع مستويات الإنتاج الحالية الفعلية.

وعلى الرغم من أن تخفيض الإنتاج يعكس مرة أخرى التزام أوبك بدعم أسعار النفط، إلا أن تأثير الخطوة المماثلة، التي اتخذت في أبريل قد اختفى تماماً بسبب المخاوف من ضعف الاقتصاد العالمي وتأثيره على الطلب.

واستطاعت السعودية سريعا التعامل مع فائض المعروض، الذي أضعف السوق في المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19 في عام 2020، عندما نفذت مجموعة المنتجين تخفيضات قياسية في الإنتاج.

ولكن رغم الصعود في الأسعار، لا تزال المخاوف الهبوطية في الأفق. وتجددت المخاوف حيال المعروض في الولايات المتحدة، بعد ‏ارتفاع تجاوز التوقعات في المخزونات التجارية الأسبوع الماضي، بالتزامن ‏مع قفزة كبيرة في إنتاج النفط الأميركي.‏

وفي بيانات رسمية، أعلنت وكالة الطاقة الأميركية يوم الأربعاء الماضي ارتفاع ‏المخزونات التجارية في البلاد، بحوالي 5.9 مليون برميل خلال الأسبوع ‏المنتهي في 4 أغسطس، متجاوزاً توقعات السوق ارتفاعاً بنحو 2.1 ‏مليون برميل.‏

كما أعلنت وكالة الطاقة الأميركية، ارتفاع إنتاج النفط في البلاد بنحو 400 ‏ألف برميل الأسبوع الماضي، بأكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي 24 سبتمبر 2021.‏

وارتفع بذلك إجمالي إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى 12.6 مليون برميل، والذي يعد أعلى مستوى منذ مارس من عام 2020.‏

استفادت شركات الزيت الصخري من ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال ‏الفترة الأخيرة في تسريع عمليات الإنتاج، وهو ما قفز بإنتاج النفط الأمريكي ‏إلى أعلى مستوى في نحو ثلاث سنوات ونصف تقريباً.‏

كما أن أسعار النفط قد تلقى ضغوطاً على المدى الأطول. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية وصول الطلب العالمي على النفط، إلى ذروته قبل نهاية العقد الحالي.

وبحسب توقعات الوكالة، فإن نمو الطلب العالمي على النفط سيتباطأ من 2.4 مليون برميل يوميا خلال العام الحالي، إلى 860 ألف برميل يوميا العام المقبل، و400 ألف برميل يوميا في 2028.

وتعود توقعات الوكالة إلى التطورات، التي يشهدها قطاع النقل العالمي الذي سيشهد تراجعا في معدلات الطلب على النفط بدءا من عام 2026، بسبب زيادة التحول نحو الطاقة النظيفة.

ومن جانبه، قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "إن التحول إلى اقتصاد الطاقة النظيفة يسير بخطى سريعة، مع اقتراب بلوغ ذروة الطلب العالمي على النفط، قبل نهاية هذا العقد مع تقدم السيارات الكهربائية وكفاءة الطاقة والتقنيات الأخرى".

ومع ذلك لا تزال وكالة الطاقة تتوقع نموا قويا للطلب خلال هذا العام، حيث رفعت توقعاتها لنمو الطلب بنحو 200 ألف برميل يوميا، إلى 2.4 مليون برميل يوميا.

في المقابل، رجحت الوكالة أن تكون الاستثمارات في القطاع كافية لتلبية هذا الطلب، إذا ما استمرت قرب مستوياتها الحالية والتي تعد الأعلى منذ عام 2015.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com