وبهذه الخطوة، تفتح برلين فصلا جديدا في مجال الطاقة بعدما واجهت تحدي وقف الاعتماد على الوقود الأحفوري وفي الوقت نفسه إدارة أزمة الغاز التي تسببت بها حرب أوكرانيا.
ومنتصف ليل اليوم، سيتم فصل محطات توليد الكهرباء نيكارفيستهايم (جنوب غرب) و"إيسار 2" (جنوب شرق) وإيمسلاند (شمال غرب) عن شبكة الكهرباء بالبلاد.
وكان مقررا الإقدام على هذه الخطوة نهاية العام الماضي إلا أن الحكومة الألمانية منحت هذه المحطات مهلة بضعة أسابيع بعد موعد توقفها لكن من دون العودة عن قرار طي صفحة الطاقة النووية.
وتعقيبا على هذه الخطوة، أعربت وزيرة البيئة الألمانية شتيفه ليمكه عن ارتياحها لإغلاق آخر محطة للطاقة النووية في البلاد اليوم السبت.
وقالت الوزيرة، التي تنتمي لحزب الخضر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "الخروج من الطاقة النووية يجعل ألمانيا أكثر أمانا.. في حالة وقوع حادث، فإن مخاطر الطاقة النووية لا يمكن السيطرة عليها في نهاية المطاف".
ووفقا لتقييم المكتب الاتحادي الألماني لسلامة إدارة النفايات النووية، فإن الخروج من الطاقة النووية خطوة سليمة أيضا في ظل الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وبحسب بيانات المكتب، فإن العناصر المشعة المخزنة في المستودعات النهائية داخل طبقات جيولوجية عميقة محمية بذلك بصورة أكبر ضد أي هجمات أو عمليات تخريب، مقارنة بوجودها في مفاعل أو مرفق تخزين مؤقت فوق الأرض.
وقال رئيس المكتب، فولفرام كونيش: "لا يمكن للخرسانة والأسلاك الشائكة وحراس الأمن أن يحلوا محل التخزين طويل الأمد في تكوينات جيولوجية عميقة ومستقرة".
ومن المقرر فصل محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في ألمانيا بشكل نهائي عن الشبكة اليوم السبت.
وكان من المفترض أن يحدث هذا نهاية العام الماضي، لكن بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وأزمة الطاقة الناتجة عنها، قررت الحكومة الألمانية العام الماضي السماح للمفاعلات بالاستمرار في العمل خلال فصل الشتاء.
وأمنت المحطات الثلاث الأخيرة 6% فقط من الطاقة المنتجة في البلاد العام الماضي بينما كانت الطاقة النووية تؤمن 30.8% في 1997.
وبعد قرار أول اتخذته برلين مطلع الألفية الجديدة بالتخلي تدريجيا عن الطاقة النووية، سرّعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل العملية بعد كارثة فوكوشيما في 2011 في تغيير سياسي لافت. ومنذ 2003 أغلقت ألمانيا 16 مفاعلا نوويا.