logo
طاقة

مكافحة التلوث بأفريقيا.. قصص نجاح من داكار إلى لاغوس

مكافحة التلوث بأفريقيا.. قصص نجاح من داكار إلى لاغوس
تاريخ النشر:30 نوفمبر 2023, 02:58 ص
هل محكوم على سكان المدن الأفريقية بالاستمرار في الاختناق بسبب الانبعاثات السامة الناجمة في الشوارع عن وسائل النقل؟

ففي عام 2019، توفي1.1 مليون أفريقي نتيجة هذا السبب، وإذا بدا أن المعركة صعبة، فهناك حلول، وإن فشلت كلياً  في عكس هذا الاتجاه، فهي تخفف من العواقب على الصحة العامة وعلى البيئة.

ومن هذه الحلول، أثبت الترامواي في الدار البيضاء والحافلات الكهربائية في لاغوس والقطار السريع الإقليمي في داكار، فعلاً فعاليتها بتخفيف الازدحام في المدن، وفقاً لصحيفة جون أفريك.

ولا بد أولاً من قياس مدى المشكلة، وإذا كان لدى العديد من المدن الكبرى شبكات لمراقبة جودة الهواء، مثل داكار، التي تتمتع بهذا النظام منذ عقد من الزمن،  فإن عدداً كبيراً من المدن الكبرى لا يتواجد فيه مقياس للتلوث الجوي إلا قليلاً، هذا إن وجد.

وقام باحثون أوغنديون من جامعة ماكير بتطوير نظام "ايركوو"، وهو نظام استشعار منخفض التكلفة سعره  250 يورو أي 100 مرة أرخص من الأنظمة المرجعية التي كانت في السابق الحل الوحيد في السوق.

 ويتمتع نظام "ايركوو" أيضاً بميزة إمكانية استشارته مباشرة من قبل السكان حيث يمكن الوصول إلى البيانات مجاناً عبر تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي.

والجانب السلبي الوحيد لكي يعمل بشكل كامل، يجب أن يقترن بجهاز استشعار مرجعي وهو مكلف للغاية (في المتوسط ​​25000 يورو).

وأطلقت هذه المبادرة في كمبالا عام 2015، وتم تصديرها إلى حوالي خمس عشرة دولة، وأصبحت أكرا ودوالا وياوندي ولاغوس وحتى نيروبي مجهزة الآن بأنظمة "ايركوو".

ويقول برتراند تشانش، الباحث في قسم الفيزياء بجامعة عليون ديوب في السنغال: "من خلال خفض التكاليف بهذه الطريقة، انطلقت الأبحاث في القارة، وقد أكد ذلك العمل المقدم في المؤتمر الدولي الأول حول جودة الهواء في أفريقيا  الذي نظمناه العام الماضي".

النقل العام

وهناك وسيلة رئيسية أخرى متاحة لصناع القرار، تنفيذ خطط السفر في المناطق الحضرية، والاستثمار في البنية التحتية للنقل العام.

وعلى الرغم من أن هذه الحلول مكلفة، ولكن لها تأثيراً لا يمكن إنكاره، ومن بين المشاريع الأخيرة من هذا النوع، يمكننا أن نذكر مشروع "تير" في داكار.

ورغم أن تنفيذ هذا المشروع استغرق وقتا طويلا وإدارته مثيرة للجدل، إلا أنه أصبح ينقل ما يصل إلى 90 ألف مسافر يومياً بين العاصمة السنغالية ومدينة ديامنياديو الجديدة.

وفي لاغوس، تم افتتاح القسم الأول من "القطار الحضري" في سبتمبر 2023 ويحقق بالفعل نجاحاَ كبيراً لمستخدميه.

ويصر برتراند تشانش على أن إحدى المزايا هي تقليل وقت السفر. وفي لاغوس، يستغرق السكان خمس عشرة دقيقة في قطار الخط الأزرق، بدلاً من ساعة أو ساعتين لنفس الرحلة بالحافلة أو السيارة. وفي السنغال أيضاً فالسكان الذين يستقلون قطار "تير" من ضواحي داكار، يتركون سياراتهم في المحطة، ثم يركبون سيارة أجرة لقطع الكيلومترات الأخيرة.

ونجح خط ترامواي الرباط والدار البيضاء اللذين تم افتتاحهما في عامي 2011 و2012 – في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بمقدار 24 ألف طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وفقاً  لدراسة أجرتها الوكالة الفرنسية للتنمية والتي تشير، مع ذلك، إلى أن في الدار البيضاء، لم يتمكن الترام من التغلب على الازدحام المروري على الطرق.

تجديد المركبات

ويشكل تنفيذ أنظمة قادرة على تحسين جودة أسطول المركبات وسيلة أخرى. وعلى هذه الجبهة، كان المغرب من أوائل البلدان في القارة التي تحركت في هذا الاتجاه. فمنذ عام 2011، فرضت المملكة لمكافحة التلوث، معيار "يورو 4" لاستيراد المركبات الجديدة، وحددت استيراد المركبات المستعملة بحد أقصى 5 سنوات من الأقدمية. وفي عام 2023، انضمت الرباط مرة أخرى إلى اللوائح الأوروبية، من خلال تطبيق معيار "يورو 6" على المركبات المستوردة.

وهذه المعركة ضد السيارات المتهالكة والمدخنة، تدور رحاها أيضاً في غرب أفريقيا. وفي عام 2020، اعتمدت الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أيضا معيار"يورو4" للسيارات المستوردة الجديدة وحددت عمر السيارات المستوردة القديمة ب 10 سنوات.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC