خاص
خاصأميركا ونفط فنزويلا

كيف تستفيد واشنطن من التقارب مع فنزويلا؟

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا تحولًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، بعد سنوات من التوتر والمواجهة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المصالح المشتركة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خففت الولايات المتحدة عقوباتها المفروضة على فنزويلا، بعد اتفاق بين الحكومة والمعارضة في هذا البلد على إجراء انتخابات رئاسية عام 2024، وذلك بسماح واشنطن بإجراء التعاملات المرتبطة بشراء الغاز والنفط الفنزويليين، لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد.

إيجاد بديل لمصادر الطاقة الروسية

وتعليقًا على هذا التقارب، يقول المحلل السياسي الأمريكي، ماك شرقاوي، إن الولايات المتحدة الأميركية سعت بعد الحرب الروسية الأوكرانية إلى إيجاد بدائل للنفط والغاز الروسيين لحل أزمة الطاقة في أوروبا، وكانت إيران وفنزويلا ضمن هذه الحلول.

واستبعد شرقاوي تعامل الولايات المتحدة مع طهران، واصفًا الأمر بـ"المعقد"، لأن واشنطن لن تسمح برفع العقوبات عنها، أو أن يُسمح لها باستخراج النفط، لذلك كانت فنزويلا هي أقرب الحلول.

وفي تصريحاته لـ"إرم اقتصادية"، أشار شرقاوي إلى أنه جرى التوافق بين الولايات المتحدة وفنزويلا من خلال صفقة تضمنت بعض التنازلات؛ منها إجراء رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو انتخابات رئاسية في عام 2024 وبموجبها يتم تخفيف العقوبات الأميركية عن بلاده ثم رفعها كليًا، مضيفًا أن التوافقات الأميركية تفرض تحديث البنية التحتية الفنزويلية لإنتاج النفط.

ووفقًا لشرقاوي، فإن فنزويلا رغم احتلالها ثلت احتياطي النفط في العالم، ليس لديها بنية تحتية مؤهلة لاستخراج النفط واستخدامه أو تصديره أو تكريره، فبعد رفع العقوبات سوف يكون لدى كاراكاس فرصة لزيادة إنتاج النفط بشكل يغطي أزمة أوروبا من الطاقة.

وأشار إلى أن ذلك يأتي بعدما اتجهت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" إلى تخفيض إنتاج النفط بنحو 5 ملايين برميل بغرض رفع سعره.

التأثير على قرارات "أوبك"

الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الدولي أشرف العشري يرى أن الغرض من الخطوة الأميركية، فتح علاقات مع فنزويلا في المرحلة المقبلة، من خلال دعم مرشح قريب من الموقف الأميركي، وذلك بعد سنوات من التوتر بين البلدين.

وقال العشري، في تصريحات خاصة لـ"إرم اقتصادية"، إن الكثير من العقوبات الأميركية على فنزويلا سوف ترفع بعد معرفة نتائج انتخابات كاراكاس في النصف الأول من عام 2024، لكن الخطوة الأميركية في هذا التوقيت تهدف للتأثير على قرارات "أوبك" و"أوبك بلس" بشأن تخفيض إنتاج النفط.

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، الدكتور عماد الدين الحمروني، إن الولايات المتحدة الأميركية قامت منذ أكثر من عام بتغيير سلوكها نحو فنزويلا، وقد شهد الخطاب السياسي الدبلوماسي تطورًا إيجابيًا ملحوظًا، إضافة للانفراجات الاقتصادية في مجال توفير النفط ومشتقاته في السوق الفنزويلية، فكل ذلك عكس التحولات الكبيرة في هذا الشأن.

دعم سياسات بايدن

ولفت الحمروني، في تصريحات خاصة لـ"إرم اقتصادية"، إلى أن القرار الذي اتخذته واشنطن بتخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا، يأتي في إطار التأثير على أسعار النفط عالميًا.

وأضاف الحمروني أن الإجراءات الأميركية نحو فنزويلا سوف تخفف من العقوبات المالية والاقتصادية، في ظل معاناة الأخيرة من أزمات كبرى، مشيرًا إلى أهمية الخطوة الأميركية، إذ إنها ستؤثر على سوق النفط العالمية، وستدعم العلاقات السياسية الديمقراطية وتقف في صالح الرئيس الأميركي جو بايدن في الفترة المقبلة، لا سيما بعد حرب إسرائيل على قطاع غزة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com