تقارير
تقاريرالوقود الأحفوري مستمر لعقود كمصدر رئيسي للطاقة

لماذا يصعب التخلي عن الوقود الأحفوري؟

تقول العديد من الدول إنها تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 من خلال الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، والتي تعتمد بشكل أساسي على تقليل استهلاك الوقود الأحفوري.

لكن شهية العالم للنفط والغاز والفحم سوف تستمر في النمو في السنوات المقبلة خاصة في ظل البدائل الجاهزة. وبحلول عام 2030، ومع عدم تغيير السياسة، سوف يمتص التعطش للذهب الأسود 5 ملايين برميل إضافية يومياً، وفقاً لما نقلته صحيفة لوفيغارو.

ولا تزال انبعاثات الغازات الدفيئة تتزايد. ويؤكد تقرير الأمم المتحدة أن انبعاثات العالم في عام 2022 تزيد بنسبة 1.2% عن العام السابق، أو أكثر من 57 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام واحد.

وفي الوقت الذي يزداد فيه الطلب على الوقود الأحفوري، وخصوصا في البلدان الناشئة، فمستقبل هذا الوقود سيكون موضع نقاش حاد في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) الذي سيعقد في دبي.

كما ولا تزال العديد من الدول تعطي الضوء الأخضر لاستكشاف واستغلال المواد الهيدروكربونية وحتى الفحم، وهو أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثاً، بسبب الحاجة إليه ونقص البدائل حالياً.

وتتبنى أغلب شركات النفط والغاز سيناريوهات تشير إلى أننا سوف نحتاج إلى كميات كبيرة من الغاز ذي الأصل الأحفوري لتحقيق التحول، في حين يُظهِر عمل وكالة الطاقة الدولية أنه لتحقيق الحياد الكربوني، فمن الضروري الحد من الاعتماد الهائل على هذا الوقود. 

ومسألة تضاعف الصدمات الناتجة عن درجات الحرارة القياسية، والحرائق، والعواصف، والأعاصير، وما إلى ذلك يذكرنا بالحاجة الملحة لتغيّر المناخ ويدعو إلى طموحات جديدة. والمفاوضات، وهي ممارسة حساسة بطبيعتها، لن تصبح أسهل في ظل سياق التوترات الجيوسياسية الراهنة.

 وتؤدي الالتزامات الحالية إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بنسبة 2% فقط في عام 2030 مقارنة بعام 2019. وهذا بعيد عن نسبة 43% التي أوصى بها علماء المناخ على أمل أن يظلوا أقل من علامة 1.5 درجة مئوية، أي أعلى من متوسط ​​درجة الحرارة قبل عام 2019.

وإذا استمرت السياسات الحالية، فإن العالم على طريق ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، وفقا لحسابات تقرير جديد للأمم المتحدة نُشر في 20 نوفمبر.

ومناقشات حادة تلوح في الأفق بين الدول في دبي حول مستقبل الوقود الأحفوري. ولا يزال النفط والغاز والفحم يمثلون أكثر من 80% من كمية الطاقة الأولية المنتجة على كوكب الأرض، اليوم. ولا يزال الطلب مرتفعا، وكذلك الاستثمارات.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com