تقارير
تقارير

موجة برد قارسة في أوروبا تهدد بعودة أزمة الغاز

تدفع موجة صقيع قادمة من روسيا والدول الاسكندنافية إلى تدني درجات الحرارة  في أوروبا، أكثر من درجتين إلى 3 درجات مئوية مقارنة بالمعايير الموسمية، مما قد يشكل نقصاً في إمدادات الغاز والكهرباء في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية.

وواجهت أجزاء من شمال غرب أوروبا صعوبات في التصدي للتأثيرات الناجمة عن أحدث سلسلة من العواصف الأطلسية، بعدما تسببت في سقوط أمطار أو ثلوج، بينما تعرضت مناطق بشمال الدول الإسكندنافية لبرد شديد.

وضربت موجة صقيع القارة العجوز مع تسجيل مستوى قياسي بلغ 43.6 درجة مئوية تحت الصفر في شمال السويد، وهي أقل درجة حرارة تُسجل في السويد منذ 25 عاماً. فيما سجلت العاصمة النرويجية أوسلو 30 درجة مئوية تحت الصفر، مع تسجيل 31.1 درجة تحت الصفر في بيورنهولت شمال العاصمة النرويجية. كما ضرب البرد الشديد معظم أنحاء فرنسا.

وأدت الصعوبات التي واجهتها شركة كهرباء فرنسا العام الماضي في إنتاج الكهرباء النووية إلى مخاوف شديدة، مع العلم أن هذه الصعوبات كانت ناتجة خصوصاً عن التآكل بسبب الإجهاد في محطات الطاقة النووية، وبالمستويات المتدنية في السدود الكهرومائية، وفقاً لما نقلت صحيفة لوفيغارو.

وأوروبا، التي اعتمدت تاريخياً على واردات الغاز الروسي، لم تكن قد نفذت كلياً العام الماضي "الخطة البديلة". وفي العام الجاري، من المتوقع حدوث انخفاض مفاجئ في درجات الحرارة وخصوصاً في فرنسا في  نهاية هذا الأسبوع، حيث حذرت وكالة الأرصاد الجوية على موقعها الإلكتروني من أن "شدة الظروف المضادة للأعاصير تؤدي إلى ظهور الطقس البارد مع انخفاض حاد بدرجات الحرارة أكثر بكثير عن المعدلات الموسمية".

ولكن وزارة انتقال الطاقة الفرنسية تقول إنها "متيقظة لمواجهة موجة البرد هذه"، وتذكر "بإرشادات توفير الطاقة، وتعرب عن طمأنينتها، وترى أنه في هذه المرحلة، لا يوجد خطر محدد على أمن إمدادات الطاقة".

وأضافت: "إن وضع المحطات النووية جيد، وكذلك إنتاج الطاقات المتجددة، وإن فرنسا ما تزال تصدر أيضاً الكثير من الكهرباء، وإن مخزون الغاز ما يزال كاملا". ومع ذلك، تبقى اليقظة ضرورية، في حين تمثل التدفئة العنصر الأكبر في استهلاك الكهرباء المنزلية.

الطاقة النووية

وكان مدير شبكة نقل الكهرباء في فرنسا رأى في مطلع نوفمبر الماضي أنه في شهر يناير الجاري "قد يصل توافر الطاقة النووية إلى حد أقصى قدره 50 غيغاواط، أي 6 غيغاواط أكثر من يناير 2023".

وهي أخبار جيدة كون الطاقة النووية تمثل ما بين 65% إلى 70% من إنتاج الكهرباء في فرنسا. وبالإضافة إلى ذلك، يظل مستوى ملء المخزون الهيدروليكي أعلى من المتوسطات التاريخية. وتوفر السدود أكثر من 10% من إنتاج الكهرباء، وهي على قدم المساواة مع توربينات الرياح. ويجري توفير التوازن عبر محطات الطاقة الشمسية (في منتصف النهار) والغاز، وإذا لزم الأمر يمكن أيضاً الاعتماد على محطتي توليد الطاقة اللتين تعملان بالفحم.

والتوقعات ما تزال مطمئنة أيضاً على جبهة الغاز. وفي الواقع  فالمخازن الأوروبية ممتلئة بنسبة 85.86% في المتوسط، وممتلئة بنسبة 82% في فرنسا. وبالإضافة إلى ذلك، قامت كل من فرنسا، وألمانيا، بزيادة كبيرة في قدراتها على استيراد الغاز الطبيعي المسال وإعادة تحويله إلى غاز لضخه في الشبكات المحلية.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com