شهدت الصين دخول تنمية التمويل الأخضر إلى المسار السريع، حيث أدت دورا حيويا في سعي البلاد الطويل الأجل، لتحقيق نمو منخفض الكربون ومستدام.
ويهدف التمويل الأخضر إلى تمويل تطوير الصناعات المستدامة، وكذلك التحول المنخفض الكربون للصناعات التقليدية. وفي منتدى لوجياتسوي الـ14، الذي عقد في شانغهاي، سلط يي قانغ، محافظ بنك الشعب الصيني، الضوء على أهميته وسط التقدم المطرد للبلاد، نحو أهداف "الكربون المزدوج".
وقال يي إن الصين أعلنت أنها ستبلغ ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحلول عام 2030 وستحقق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وهو ما سيحدث تغييرات عميقة في كافة المجالات، بما في ذلك الهياكل الصناعية وهياكل الطاقة، وكذلك أنماط الإنتاج والمعيشة للشعب.
وفي السنوات الأخيرة، ضاعفت الصين جهودها لتطوير التمويل الأخضر، وحققت نتائج مثمرة، ووضعت نظاما متعدد المستويات لسوق التمويل الأخضر، مع تصنيف القروض والسندات الخضراء المستحقة من بين الأفضل في العالم.
وبحلول نهاية الربع الأول من عام 2023، تجاوزت القروض الخضراء المستحقة للبلاد باليوان والعملات الأجنبية، 25 تريليون يوان (حوالي 3.48 تريليون دولار أميركي)، في حين تجاوزت سنداتها الخضراء المستحقة 1.5 تريليون يوان، وفقا لبيانات من بنك الشعب الصيني.
وبلغت السندات الخضراء، التي أصدرتها البنوك التجارية المحلية هذا العام قبل 12 يونيو 243 مليار يوان، بزيادة 88.26% على أساس سنوي، وفقا لبيانات من مزود المعلومات المالية "ويند".
وفي السنوات الأخيرة، لعبت حوافز السياسات دورا نشطا في دعم التمويل الأخضر في الصين.
وفي عام 2021، أطلق بنك الشعب الصيني أداتين خاصتين جديدتين، تقدمان تمويلا منخفض التكلفة للمبادرات، التي تنطوي على الحد من الكربون، فضلا عن استخدام الفحم الأنظف والأكثر كفاءة، الأمر الذي يولي أهمية أكبر لدور السوق، ويشجع المزيد من رأس المال الاجتماعي على التدفق إلى المجالات الخضراء والمنخفضة الكربون.
وفي عام 2023، تم تمديد التسهيل الائتماني لدعم خفض انبعاثات الكربون حتى نهاية عام 2024، بينما تم تمديد تنفيذ أداة إعادة الإقراض الخاصة لتعزيز الاستخدام النظيف والفعال للفحم حتى نهاية هذا العام.
وبحلول نهاية أبريل 2023، قام التسهيل الائتماني الصيني لخفض الكربون، بتمويل تخفيضات انبعاثات الكربون بأكثر من 150 مليون طن، وفقا لبيانات من بنك الشعب الصيني.
