logo
طاقة

التغير المناخي يدفع كولومبيا لتقليص صناعتها البترولية

التغير المناخي يدفع كولومبيا لتقليص صناعتها البترولية
تاريخ النشر:29 يناير 2023, 11:20 ص

مع ارتفاع الطلب العالمي على النفط ومحاولة العديد من البلدان زيادة الإنتاج، تعمل كولومبيا على تقليص صناعتها البترولية.

يقول الرئيس الجديد للبلاد، جوستافو بيترو، إن النفط يسمم الأرض، ويحذر من أن تغير المناخ قد يؤدي إلى انقراض الجنس البشري ولذلك أوقفت الحكومة عمليات التنقيب، مؤكداً أنه لا توجد حاجة لاستكشافات نفطية جديدة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، قال بيترو: "الطريقة الوحيدة لوقف أزمة المناخ هي من خلال عدم استهلاك الكربون والنفط"، مضيفاً "في غضون 15 عاماً ستنتقل كولومبيا من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة".

بالمقابل، يشير محللو صناعة النفط والاقتصاديون إلى أن حكومة بترو اليسارية فشلت في شرح كيف سَتفطمْ كولومبيا عن النفط؟ - الذي يشكل حوالي ثلث عائدات صادرات البلاد، ويوفر الطاقة اللازمة لهذا البلد النامي، حيث يتوقعون أنه من خلال التحرك بسرعة كبيرة، فإن سياساته ستجعل البلاد أفقر.

وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن كولومبيا هي ثالث أكبر منتج للنفط في أميركا اللاتينية، حيث تضخ حوالي 749 ألف برميل يومياً - لكن الإنتاج ينخفض منذ عام 2013، وعلى الرغم من أن شركات الطاقة تبحث اليوم عن النفط بموجب 118 عقداً وقعتها الحكومات السابقة ، قال فرانسيسكو لوريدا، رئيس جمعية النفط الكولومبية، وهي مجموعة صناعية، إن البلاد قد تواجه مشاكل في حجم الإنتاج في غضون عقد من الزمن إذا رفضت صفقات التنقيب الجديدة.

وسيكون ذلك قبل وقت طويل من أن تتحول كولومبيا - حيث السيارات الكهربائية ومزارع الطاقة الشمسية والرياح القليلة - إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وأضاف لوريدا: "سيحتاج العالم إلى النفط لعقود من الزمن، ونحن بحاجة إلى دخل النفط..لكن لسبب ما، يبدو أن هذه الحكومة تريد إطلاق النار على رأسها".

من جهتها، قالت وزيرة المناجم والطاقة، إيرين فيليز، مؤخراً في مقابلة إنه مع تحول الدول إلى مصادر الطاقة المتجددة، سينخفض الطلب على النفط قريباً وستؤدي الاستثمارات الجديدة الكبرى في البترول إلى إغراق كولومبيا بأصول عالقة، مشيرة إلى أن مشاريع الاستكشاف الحالية، ستوفر الخام لكولومبيا أثناء انتقالها إلى طاقة نظيفة.

وتلقي الأستاذة الجامعية والناشطة البيئية، فيليز، باللوم على تغير المناخ لثلاث سنوات متتالية من ظاهرة النينيا، والتي تؤثر على درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار وسرعة الرياح، حيث تسبب الطقس القاسي الذي ضرب كولومبيا بأمطار غزيرة، وأدت الانهيارات الأرضية والفيضانات لمقتل 271 شخصاً في الاثني عشر شهراً، التي انتهت في نوفمبر من العام الماضي.

مؤكدة "نحاول حماية أرواح البشر والطبيعة الأم، وهو التزامنا الأخلاقي".

يتماشى موقف كولومبيا مع تقرير عام 2021 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، وهي لجنة حكومية دولية تدعو إلى حظر الاستثمارات في مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة، وفي قمة دافوس، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن توسيع إنتاج النفط سيكون بمثابة "جنون".

ومع ذلك، لا يوجد منتج نفط كبير آخر يحذو حذو حكومة بترو، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى تتفوق على كولومبيا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

تريد البرازيل والمكسيك والأرجنتين وفنزويلا - منتجو النفط الرئيسيون الآخرون في أميركا اللاتينية وجميعهم يحكمهم حلفاء يساريون للسيد بترو - زيادة الإنتاج، وفي عام 2021، كانت كولومبيا خامس أكبر مصدر للنفط الخام للولايات المتحدة، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويرى فرانسيسكو مونالدي، مدير برنامج أميركا اللاتينية للطاقة في معهد بيكر بجامعة رايس، إنه سيكون من المنطقي بالنسبة لكولومبيا والدول الأخرى زيادة ضرائب البنزين واتخاذ إجراءات أخرى لخفض استهلاك النفط قبل تقليص إمداداتها.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC