في الوقت نفسه، فإن تراجع أسعار الغاز التي انخفضت بنحو الثلثين خلال العام الحالي لم ينعكس إيجابا على ميزانيات الأسر في أوروبا حتى الآن. كما أنه يحرم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أحد أهم أوراقه للضغط على الدول الأوروبية التي كانت تعتمد بدرجة كبيرة على إمدادات الغاز الروسي قبل تفجر هذه الأزمة في شتاء العام الماضي.
ووفق وكالة بلومبرغ للأنباء فإن سعر العقود الآجلة الهولندية للغاز الطبيعي وهي العقود القياسية للسوق الأوروبية واصل تراجعه للأسبوع الثامن على التوالي ووصل إلى أقل من 25 يورو لكل ميغاوات/ساعة وهو أقل مستوى له منذ مايو 2021. وجرى تداول هذه العقود بسعر 24.45 يورو لكل ميغاوات/ساعة في صباح اليوم الاثنين.
واستفادت أوروبا من التوسع في استيراد الغاز الطبيعي المسال كبديل للإمدادات الروسية إلى جانب فصل الشتاء الذي شهد طقسا معتدلا نسبيا مما قلص الطلب على الوقود للتدفئة خلال الشتاء، وتراجعت حاجة الدول الأوروبية إلى السحب بشدة من المخزونات.
وبلغت نسبة ملء مستودعات الغاز الطبيعي في أوروبا حاليا حوالي 67% في حين أن متوسط نسبة الملء في مثل هذا الوقت من العام خلال السنوات الخمس الماضية كان يبلغ حوالي 50% فقط. وبحسب بيانات شبكة البنية التحتية للغاز في أوروبا وصل معدل الملء في مستودعات ألمانيا 73% حاليا.
كما ساهم ضعف النشاط الاقتصادي في الحد من استهلاك الطاقة في أوروبا خلال الشهور الماضية. كما جاء تعافي الاقتصاد الصيني أضعف من التوقعات مما أدى إلى تراجع الطلب على الطاقة بشكل عام.
في الوقت نفسه نجحت أوروبا في زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مما أدى إلى تراجع استخدام الغاز في تشغيل محطات توليد الكهرباء.
سجلت الآلاف من ألواح الطاقة الشمسية في ألمانيا رقما قياسيا جديدا في الإنتاج، وفقا لبيانات بورصة الطاقة الأوروبية، حيث وصل ناتج الألواح الشمسية في ألمانيا إلى مستوى مرتفع عند 40 ألفا و919 ميجاوات بعد ظهر يوم السبت الماضي.
وألمانيا هي بالفعل أكبر دولة في أوروبا في مجال الطاقة المتجددة.
وفي أعقاب الحرب في أوكرانيا، قامت ألمانيا بتقديم موعد تحقيق 100% من الطاقة المتجددة بأكثر من عشر سنوات، ليتم ذلك في عام 2035.
وتتوقع بلومبرغ أن تصل طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 76% من إجمالي توليد الطاقة بحلول عام 2030.