النفط يتأرجح بشدة.. الخوف من المجهول يواجه العرض والطلب

براميل نفط
براميل نفطshutterstock

بعد موجة من التراجعات العنيفة، التي ضربت أسعار النفط، دافعة إياه صوب أدنى مستوياته في نحو العام ونصف العام، استهلت أسعار النفط تعاملات اليوم الخميس، على موجة جماعية من الارتفاعات.

بيد أن تلك المكاسب تبددت جميعها قبل نهاية التعاملات، إلا أن الأسعار عادت مرة أخرى لتسجل ارتفاعات قوية .

وخلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس، ارتفعت أسعار النفط بأقل من 2% بعدما تراجعت في حددود 1% منذ أقل من ساعة.

العرض الروسي لم يتأثر بالعقوبات، بجانب سلبية التوقعات بشأن عودة الانتعاش للطلب الصيني، وهو ما يدعم انخفاض الأسعار
مورغان ستانلي

النفط الآن

وتتأرجح أسعار خام نايمكس الأميركي، خلال تعاملات اليوم، بين مستويات قمة عند 69.46 دولار للبرميل ومستويات قاع 63.57 دولار للبرميل، والتي تعد الأدنى منذ منتصف أغسطس 2021.

وفي غضون ذلك يتداول خام برنت القياسي بين مستويات قمة عند 73.44 دولار للبرميل، ومستويات قاع عند 71.28 دولار للبرميل، والتي تعد الأدنى منذ نوفمبر 2021.

اقرأ أيضًا..

رب ضارةٍ نافعة.. احتفالات صاخبة للعملات المشفرة والذهب

ماذا يحدث؟

عززت من ارتفاعات النفط في التعاملات المبكرة، تصريحات روسية وعراقية، من شأنها التأثير على حجم المعروض في الأسواق، وبالتالي دفع الأسعار إلى الزيادة.

بيد أنه في المقابل من تلك التصريحات الإيجابية للأسعار، طغت أنباء مخاوف التضخم والركود بعد تصريحات البنك المركزية المتتالية، على التوقعات المتفائلة بشأن الطلب.

وفي غضون ذلك عادت أسعار النفط من جديد للتراجع ، بعد قرار المركزي الأوروبي، المشابه لقرار الفيدرالي الأميركي، بشأن أسعار الفائدة وتوقعات التضخم، قبل أن ترتفع الآن قبيل نهاية التعاملات.

تصريحات نوفاك

قال نائب رئيس وزراء روسيا ، ألكسندر نوفاك، اليوم الخميس، إن روسيا لا تزال ملتزمة بتعهدها الطوعي، بخفض إنتاجها من النفط الخام بمقدار 500 ألف برميل يوميا، من فبراير وحتى نهاية العام الجاري، مع إمكانية وجود تعديلات إذا لزم الأمر.

وأضاف نوفاك "مع الأخذ في الاعتبار التكهنات التي لا أساس لها من الصحة، والتي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا بشأن مستويات إنتاج النفط لدى روسيا، فإن بلاده تؤكد من جديد على التزامها الكامل بالخفض الطوعي لإنتاج النفط".

وأكد نوفاك أن خفض صادرات روسيا من النفط، خلال خط أنابيب النفط الروسي إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار الثلثين، قد تم تعويضه جزئيا فقط من خلال الصادرات المنقولة بحرا.

اقرأ أيضًا..

البطالة والعجز التجاري.. بيانات أميركية شديدة السلبية

تصريحات حيان

وقال وزير النفط العراقي حيان عبد الغني في مؤتمر في بغداد: "إن العراق يتوقع التوصل لاتفاق مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل، لاستئناف تدفق صادرات النفط من الإقليم في غضون أسبوعين".

وفي وقت سابق أوقفت تركيا تدفق 450 ألف برميل يوميا من الصادرات الشمالية، عبر خط الأنابيب العراقي التركي في 25 مارس، بعدما أصدرت غرفة التجارة الدولية حكما، في قضية تحكيم لصالح العراق.

وتشير التقديرات إلى أن التوقف لمدة 40 يوما، كلف حكومة إقليم كردستان أكثر من مليار دولار.

ضغوط الفائدة

وأمس الأربعاء رفع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، كما كان متوقعًا على نطاق واسع ، مما رفع نطاق معدل الأموال الفيدرالية إلى 5٪ -5.25٪ - وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2007.

واليوم الخميس قرر المركزي الأوروبي، رفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، ليرتفع معدل الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية 3.75%.

اقرأ أيضًا..

دون مفاجآت..المركزي الأوروبي يصدر قرار الفائدة

التضخم والركود

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول: "إن الولايات المتحدة لديها فرصة أكبر لتجنب الركود، ومع ذلك هناك فرصة أيضًا لعدم تجنبه، مشيرًا إلى أنه من المحتمل أن يكون لدينا أمل أن يكون ركودًا معتدلاً".

وفي إشارات قاتمة بشأن احتمالات الركود، قالت كريستين لاغارد: "يظل الطلب المحلي والاستهلاك ضعيفا، جنبًا إلى جنب وملاحظة وجود تباين بين قطاعات الاقتصاد".

وأضافت رئيسة المركزي الأوروبي، اليوم الخميس: "توقعات قطاع التصنيع تزداد سوءا، ويجب على الحكومات التراجع عن تدابير دعم الطاقة".

بيانات سلبية من الصين

وكشفت بيانات ماركيت اليوم الخميس، عن تسجيل مؤشر مديري المشتريات الصناعي من Caixin التراجع الشهري الثاني على التوالي، في إشارة إلى استمرار حالة التباطؤ في النمو.

وقالت مؤسسة ماركيت: "إن مؤشر مديري المشتريات الصناعي من Caixin خلال أبريل، انخفض بأقل من التوقعات، ليسجل 49.5 نقطة مقابل توقعات يتسجيل 50.3 نقطة".

وفقا لصندوق النقد الدولي، ستكون الصين أكبر مساهم في النمو الاقتصادي في العالم، على مدى السنوات الخمس المقبلة، حيث من المقرر أن تكون حصتها ضعف حصة الولايات المتحدة.

وبحسب بيانات من صندوق النقد الدولي، صدرت الأسبوع الماضي، ستبلغ مساهمة الصين في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي 22.6%، و12.9% للهند، و11.3% للولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا..

الذهب يتجاوز أعلى مستوى في التاريخ لبضع دقائق

خسائر عنيفة

وخلال تعاملات أمس الأربعاء، عمقت أسعار النفط الخام من خسائرها لليوم الرابع على التوالي، لتتجاهل بيانات المخزون والتي انخفضت بأكثر من التوقعات.

وهبط خاما برنت ونايمكس خلال تعاملات أمس الأربعاء إلى أدنى مستوياتهما، منذ مطلع ديسمبر 2021 قرب مستويات 72 دولارا، ومستويات الـ 66 دولارا.

وخلال تعاملات أمس الأربعاء، انخفض النفط لليوم الثاني على التوالي في حدود 5% .

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن بيانات المخزون الأميركي انخفضت بأكثر من توقعات الأسواق، إلى 1.28 مليون برميل، مقابل توقعات بتراجع 1.1 مليون برميل.

هذا ما يحرك الأسواق

وفي غضون ذلك يبدو أن مخاوف الركود وتراجع الطلب، في ظل حملات التشديد المستمرة من جانب البنوك المركزية، لا تزال تبسط نفوذها على توجهات الأسعار.

تتعرض أسعار الطاقة لضغوط، بعد أن أظهرت بيانات من الصين، أكبر مشتر للنفط، أن نشاط التصنيع انخفض بشكل غير متوقع في أبريل.

وخفض مورغان ستانلي توقعاته لأسعار برنت، إلى 75 دولارًا للبرميل بحلول نهاية العام.

وقال مورغان ستانلي: "إن العرض الروسي لم يتأثر بالعقوبات، بجانب سلبية التوقعات بشأن عودة الانتعاش للطلب الصيني، وهو ما يدعم انخفاض الأسعار".

اقرأ أيضًا..

العدوى تنتشر.. انهيار مصرف أميركي جديد يلوح في الأفق

بيانات أوروبية تُثير الارتباك.. قبل ساعات من قرار الفائدة

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com