رغم تصريحات بايدن ولاغارد.. الركود الأميركي قادم

على النقيض من تفاؤل الرئيس الأميركي ورئيس البنك المركزي الأوروبي، بشأن تفادي التباطؤ الاقتصادي، جاءت تحذيرات بنك إتش إس بي سي البريطاني، من حدوث ركود في الولايات المتحدة هذا العام، بينما توقع البنك البريطاني، أنه من المقرر أن تحذو اقتصادات أوروبا حذو واشنطن، ولكن في العام المقبل 2024.

اللون الأحمر

وقالت ذراع إدارة الأصول في المصرف البريطاني: "تحذيرات الركود تومض باللون الأحمر للعديد من الاقتصادات".

وأضاف إتش إس بي سي: "يأتي ذلك في حين أن السياسات المالية والنقدية غير متوافقة مع أسواق الأسهم والسندات".

اقرأ أيضًا- رغم محاولات إسقاطه.. الدولار سيظل الملك لـ10 سنوات أخرى

رؤية معاكسة

وعلى النقيض من رؤية التباطؤ الذي يمر به الاقتصاد الصيني، يرى إتش إس بي سي، أن الحديث عن التباطؤ مبالغ فيه بشأن التعافي الصيني.

وفي غضون ذلك يعتقد استراتيجو HSBC، أن الهند تعد قصة النمو الكلي الرئيسية في عام 2023، حيث تعافى الاقتصاد بقوة من جائحة كوفيد على خلفية الإنفاق الاستهلاكي والخدمات المتزايدة.

سقوط بالتتابع

وفقًا لـ HSBC Asset Management، ستدخل الولايات المتحدة في حالة تباطؤ في الربع الرابع.

بينما ستدخل منطقة اليورو في منطقة من الانكماش والركود الاقتصادي، في الربع الأول من عام 2024، بحسب استراتيجي البنك.

رغم المرونة

وقال جوزيف ليتل، كبير الاستراتيجيين العالميين في HSBC Asset Management: "في حين ظلت بعض أجزاء الاقتصاد مرنة حتى الآن، فإن ميزان المخاطر يشير إلى مخاطر ركود عالية الآن".

وأضاف كبير الاستراتيجيين العالميين في إدراة الأصول لدى إتش إس بي سي: "رغم اختلاف أوروبا في توقيت تحقيق الركود عن الولايات المتحدة، إلا أن المسار الكلي بشكل عام متوافق. "

اقرأ أيضًا- صعود جماعي.. أسهم أوروبا تتجاوز عاصفة لاغارد

ركود فعلي

وأشار كبير الاستراتيجيين العالميين لدى إتش إس بي، إلى أن الاقتصاد بالفعل في حالة ركود معتدل في الأرباح.

وقال كبير الاستراتيجيين العالميين في إدراة الأصول لدى إتش إس بي سي: "قد بدأت حالات التخلف عن السداد في الشركات في الارتفاع أيضًا".

الجانب المشرق

أشار ليتل إلى أن الجانب المشرق، هو أننا نتوقع أن يتراجع التضخم المرتفع بسرعة نسبيًا.

وقال ليتل: "سيخلق تراجع التضخم فرصة لصناع السياسة لخفض أسعار الفائدة ".

لن يصمد

وعلى الرغم من النبرة المتشددة التي اعتمدها محافظو البنوك المركزية في مكافحة التضخم.

تتوقع إدراة الأصول لدى إتش إس بي سي أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أسعار الفائدة قبل نهاية عام 2023.

وأشارت إدراة الأصول لدى إتش إس بي سي، إلى أن البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، سيتبعان الفيدرالي العام المقبل.

اقرأ أيضًا- أسواق آسيا.. الجميع يرتفع إلا واحدا ينتظر الفرج

توقف مؤقت

وأوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد النقدي في اجتماعه في يونيو، تاركًا النطاق المستهدف لسعر الأموال الفيدرالية بين 5% و 5.25%.

لكن رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول، أشار إلى أنه يمكن توقع زيادتين أخريين هذا العام.

وتتوقع السوق أن ترتفع معدلات الفائدة على الأموال الفيدرالية، أعلى بمقدار ربع نقطة مئوية في ديسمبر من هذا العام، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME Group.

عقبة في الطريق

بيد أنه وفي المقابل، يرى كبير الاستراتيجيين العالميين لدى إتش إس بي سي، أن محافظي البنوك المركزية لن يكونوا قادرين على خفض أسعار الفائدة، إذا ظل التضخم فوق الهدف بشكل كبير.

ولفت ليتل إلى أن الأمر الأهم الآن ألا يأتي الركود في وقت مبكر جدًا ويفاقم من متاعب التضخم.

سيناريو التسعينيات

وقال ليتل: "سيناريو الركود القادم سيكون أشبه بالركود في أوائل التسعينيات".

وأشار ليتل إلى أن السيناريو الرئيسي لدينا يكمن في انخفاض بنسبة 1-2% في الناتج المحلي الإجمالي.

تقلبات لسببين

وتتوقع إدارة الأصول لدى إتش إس بي سي، أن يؤدي الركود في الاقتصادات الغربية إلى تداعيات صعبة وتقلبات الأسواق لسببين.

وفقًا لإتش إس بي سي، يكمن السبب الأول في التشديد سريع للأوضاع المالية، التي تسببت في حدوث تراجع في دورة الائتمان.

والسبب الثاني أنه لا يبدو أن الأسواق تضع في اعتبارها وجهة نظر متشائمة تجاه الاقتصاد، أو بعبارة أخرى أن الأسواق مفرطة في التفاؤل.

"نعتقد أن تدفق الأخبار الواردة خلال الأشهر الستة المقبلة، قد يكون من الصعب استيعابها في السوق التي تسعر" هبوطًا ضعيفًا ".

اقرأ أيضًا- ضريبة الإنقاذ.. يو بي إس سيُضحي بثلث الموظفين