ويبدو أنه تساؤل منطقي.. فعلى الرغم من أن التضخم يدفع بالمستثمرين للتوجه إلى الملاذات الآمنة، على غرار الذهب، جنبًا إلى جنب مع أزمات التضخم، والتي جاء من قبلها جائحة كوفيد - 19، والتي لم يكد يمر عليها عامان حتى ابتليت الأسواق بالتوترات الجيوسياسة جراء الأحداث الملتهبة في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.
إلا أن التضخم أفاد الدولار أحيانا كثيرة بفعل التشديد، وربما استفادت الأسهم لفترة، حتى العملات المشفرة الأكثر تقلبًا، استفادت هى الأخرى أكثر بكثير مما استفاد المعدن الأصفر الذي يعد سيد الملاذات الآمنة.
ووفقًا لأحد خبرءا وول ستريت الكبار، فإن ما يحدث للذهب يأتي بفعل فاعل معلوم، في إشارة إلى البنوك التي تضارب على تراجع الذهب عبر آلية البيع على المكشوف.
ويرى أحد خبراء الاقتصاد الأميركي المخضرمين أن البنوك الكبرى تضارب في الذهب وتتحكم في الأسعار وتستغل آليات البيع على المكشوف لتحقيق مليارات الدولارات من الأرباح.
اقرأ أيضًا..
مصر.. إعلان هام لمدة ٧ ساعات فقط
حذر أحد خبراء وول ستريت المخضرمين من أن جي بي مورغان تشيس تمتلك عقودا ضخمة لمشتقات الذهب قصيرة الأجل، والذي يمكن أن يكون أكبر من إجمالي أصول البنك.
ووفقًا للدكتور ستيفن ليب، مؤلف كتاب خطاب الاستثمار المستثمر الكامل، وأحد أكبر مديرى الأصول في العالم، فإن احتمالية حدوث ظاهرة "البجعة السوداء" تهدد استقرار أكبر البنوك الأميركية.
يطلق على الأحداث ذات احتمالية الحدوث المنخفضة جدًا التي تكون نتائجها كارثية مصطلح البجعة السوداء.
تفترض نظرية البجعة السوداء أن النتائج الاقتصادية والمالية على السوق الناجمة عن الأحداث غير المتوقعة يمكن أن تكون خطيرة وكارثية.
يقول الدكتور ستيفن ليب، أحد كبار مديري الأموال في العالم أن سعر الذهب قد يقفز من سعره الحالي حوالي 1000 دولار أخرى في الأسابيع أو الأشهر المقبلة بسبب حدث البجعة السوداء غير المتوقع.
وبحسب توقعات ستيفن ليب فمن المرجح أن يجد عملاق البنوك جيه بي مورغان تشيس نفسه غارقًا بسبب الاحتفاظ بكميات هائلة من مراكز البيع على المكشوف لعقود مشتقات الذهب التي يحتفظ بها حاليًا.
اقرأ أيضًا..
مسؤول أميركي يهاجم الأوليغارشية.. ويحذر بايدن وباول
يقول الدكتور ستيفن ليب، أحد كبار مديري الأموال في العالم، إن مراكز جيه بي مورغان المشتقة من الذهب كبيرة بشكل يثير القلق.
وأضاف ليب: "من المحتمل أن تتجاوز قيمة عقود الذهب لدى جي بي مورغان إجمالي أصول البنك المتاحة، وهو وضع خطير للغاية لا يجب أن يقع فيه بنك بحجم جي بي مورغان".
وقال ستيفن ليب: " الأمر الأكثر إثارة للقلق هو محاولة جي بي مورغان التحكم في أسعار الذهب عالميًا".
وأشار ليب إلى ان تلك القضية لم تعد سرًا في وول ستريت، حيث أن جي مورغان تعرض لعقوبات كبيرة بسبب ذلك التحكم في سعر الذهب.
وقال ليب: "إن تعرض بنك مثل جي بي مورغان لسوق مشتقات الذهب ومراكز البيع على المكشوف، قد يهز الأسواق إن حدثت أمور غير متوقعة، وارتفع الذهب فجأة".
وقال ليب: "يبدو أن JPMorgan يبيع المعدن الثمين على المكشوف باستخدام المشتقات، مما يبقي سعر الذهب منخفضًا بشكل مصطنع".
وتساءل: "رغم أن الجميع يعلم ذلك، هل تستطيع الإدارة في واشنطن أن تجبر العملاق المصرفي على تقديم أو تغطية هذه المراكز القصيرة الباهظة؟".
وأضاف ليب: "إذا تم الكشف عن السعر الحقيقي للذهب أعتقد ان بنوكاً عملاقة على غرار جي بي مورغان قد تختفي".
عندما يتم بيع مخزون أو سلعة على المكشوف، يكون البائع على المكشوف على الخطاف لتسليم هذا المخزون أو السلعة في تاريخ لاحق، الهدف هو تحقيق ربح بين السعر الحالي والسعر الأدنى في المستقبل.
اقرأ أيضًا..
ثاني مرة بأسبوع.. ملياردير سعودي يرفع استثماراته في بريطانيا
في الأسبوع الماضي ارتفعت أسعار الذهب إلى اعلى مستوياتها على الإطلاق عند 2084 دولارا للاوقية.
وتوقع العديد من الخبراء والبنوك وصول المعدن الأصفر إلى مستويات الـ 3000 آلاف دولار ومن بينهم ساكسو بنك.
وفي عمليات البيع على المكشوف يراهن البائع على انخفاض الأسعار في المستقبل، لذا فإن انخفاض الأسعار عن المستويات الحالية يحقق مكاسب للبائع على المكشوف.
بينما يبدد ارتفاع الأسعار تلك المكاسب وقد يحولها إلى خسائر عنيفة، لذا فإن البنك قد يواجه مشكلة خطيرة بمجرد اكتشاف الأسواق للسعر الحقيقي للذهب، بحسب ليب.
وقال ليب، إن الأسواق تدور في حلقة مفرغة، وإن خطر ارتفاع الأسعار قد يسحق بنك جي بي مورغان، إذا وصل الذهب إلى مستويات 3000 دولار".
وأضاف: "لكن حقيقة الأمر أنه عندما يبدأ الذهب في التحرك، ويتسلل للأعلى نحو أعلى مستوياته على الإطلاق، في غضون ذلك يتم دفعه للأسفل من قبل الكبار مثل جي بي مورغان من خلال البيع على المكشوف".
اقرأ أيضًا..