تحليل إخباري
تحليل إخباريgetty images

لماذا تعيد أسواق الأسهم ضبط المخاطر؟

بينما كانت التحذيرات تتعالى، بشأن تصحيح مؤلم محتمل في سوق الأسهم العالمية بعد أرقام قياسية لمؤشرات وول ستريت في الأسابع الأخيرة، انقلبت الصورة إلى تفاؤل يصل إلى حد الإفراط لدى البعض في أوساط المستثمرين.

ويؤدي التفاؤل المتزايد بشأن الاقتصاد العالمي وتحسن أرباح الشركات إلى دفع أسواق الأسهم إلى مستويات قياسية، مما يدفع المحللين إلى توقع المزيد من المكاسب فيما يصفه البعض بـ"إعادة ضبط المخاطر"، وهو مصطلح بدأ الترويج له على نطاق واسع في الصحف المتخصصة مثل "فايننشال تايمز".

 وسجلت مؤشرات وول ستريت ستاندرد آند بورز 500، وناسداك المركب الذي تهيمن عليه التكنولوجيا، ونيكي 225 الياباني، وداكس الألماني، وكاك 40 الفرنسي، و مؤشرات أخرى، أعلى مستوياتها على الإطلاق في الأسابيع الأخيرة، وسط آمال بأن البنوك المركزية نجحت في ترويض التضخم دون إثارة الانكماش.

قام بنك جولدمان ساكس ومصرف "يو بي إس" بتحديث توقعاتهما لنهاية العام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام، وفي هذا الشهر رفع "بنك أوف أمريكا" توقعاته لنهاية العام إلى 5400 - نحو 5 % فوق المستويات الحالية للمؤشر.

أداء داو جونز خلال شهر
أداء داو جونز خلال شهرالمصدر- investing

قال إيفان براون، مدير المحفظة ورئيس استراتيجية الأصول المتعددة في وحدة "يو بي اس"  لإدارة الأصول: "إن الأمر يشبه إعادة ضبط دورة المخاطر..كان الجميع يتوقعون الركود منذ فترة طويلة ولم يتحقق". ووصف الحماس المتزايد للأسهم بأنه تحرير للرغبة المكبوتة في المخاطرة.

وفي حين ارتفعت أسواق الأسهم في ديسمبر الماضي على خلفية الآمال بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سوف يخفض أسعار الفائدة بما يصل إلى ست مرات هذا العام، فقد استمر الارتفاع على الرغم من أن المستثمرين خفضوا توقعاتهم إلى ثلاثة أو أربعة تخفيضات فقط.

منذ تصحيح مؤلم بنسبة 10% بين يوليو وأكتوبر 2023، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من 24%. وأغلق مؤشر وول ستريت القياسي على انخفاض طفيف يوم الاثنين لكنه ارتفع في 16 أسبوعًا من الأسابيع الـ19 الماضية.

 يقول المحللون إن أحد الاعتبارات الحاسمة هو الأمل المتزايد، الذي تعززه معدلات البطالة المنخفضة تاريخياً والنمو الاقتصادي المرن، بأن الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى ستكون قادرة على إحداث هبوط ناعم هذا العام.

وقال مسؤول محفظة الأصول المتعددة في "يو بي إس" لصحيفة فايننشال تايمز: "إذا كنت تسعر تخفيضات أسعار الفائدة لأن الجميع أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن الاقتصاد بدلاً من القلق بشأن التضخم، فهذا مزيج جيد جداً".

كما عززت أرباح الشركات الارتفاع، حيث ارتفعت أسهم شركة إنفيديا لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي بنحو 80% هذا العام بعد أن أعلنت عن أرباح ضخمة.

تجاوزت الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بشكل جماعي توقعات ربحية السهم بنسبة 7% خلال الربع الرابع، وفقا لأرقام جيه بي مورغان، مع قطاعات مثل الأسهم الاستهلاكية وخدمات الاتصالات التي أربكت التوقعات بأن ارتفاع تكاليف الاقتراض سيضر بالأرباح.

قال مانيش كابرا، رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في بنك سوسيتيه جنرال، في أواخر العام الماضي: "كان كل مسؤول استراتيجي بالأسهم على هذا الكوكب يقول إنه سيكون هناك تصحيح للأرباح في وقت ما في عام 2024..نتوقع الآن نمو أرباح مؤشر ناسداك 100 بنسبة 40% في النصف الأول من العام وتحقيق أرباح قوية في أوروبا أيضا".

ويؤكد العديد من المحللين أن الارتفاع الحالي المستوحى من  الاهتمام بشركات الذكاء الاصطناعي يقوم على أساس أفضل بكثير من فقاعة التكنولوجيا في التسعينيات، التي أدت إلى انهيار في عام 2000.

وحذر محللون آخرون من أن تقييمات الأسهم مرتفعة نسبيا على الرغم من قوة الأرباح. حذر جيه بي مورجان هذا الأسبوع من "علامات مبكرة على الإرهاق في الارتفاع"، حيث أصبحت "النتيجة الأفضل من المعتدل" هي الإجماع في السوق.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com