وفتحت الرسالة المتشددة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بابًا واسعًا للاضطرابات بالأسواق، مع الارتفاع القوي في سوق الأسهم خلال الفترة الماضية.
ارتفعت توقعات التجار لأسعار ذروة الفائدة بواقع 50 نقطة أساس إضافية، وفقًا لفيدووتش.
وترك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، يوم الأربعاء، كما كان متوقعًا على نطاق واسع .
لكنه فاجأ بعض الأسواق بالإشارة إلى أن تكاليف الاقتراض، من المرجح أن تزيد نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية هذا العام.
اقر أيضًا..
عجز غير متوقع.. المركزي الأوروبي قد يُعيد التفكير
وقال ستيف إنغلاندر رئيس قسم أبحاث العملات في مجموعة العشرة في ستاندرد تشارترد في نيويورك: "تم النظر إلى الزيادتين المتوقعتين على أنهما متشددتان للغاية".
وأشار إنغلاندر إلى أن التجار دخلوا في حالة من الارتباك الشديد، حتى بعد محاولات التطمين من جانب الفيدرالي، الذي رفض منح الأسواق طريقا واضحا مؤكدًا استمرار متابعة البيانات.
لكن البعض يتزايد قلقه من أن السياسة النقدية المتشددة، تزيد من فرص حدوث اضطرابات في النظام المالي.
يأتي ذلك على غرار الأزمة التي شهدت العديد من الانهيارات المصرفية البارزة هذا العام، وأثارت أسابيع من التقلبات في الأسواق المالية.
قال غوش إيمانويل ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة ويلشاير لإدارة الاستثمار: "إن خطر المضي قدمًا في رفع الفائدة دون أخذ استراحة لقياس تأثر الأسواق بالزيادة المتتالية ينذر بكارثة".
ولفت كبير مسؤولي الاستثمار في شركة ويلشاير، إلى أن الفيدرالي يخاطر بانهيار الأسواق، مشيرًا إلى أنه بدأ يشعر بالقلق من تزايد خطر حدوث أزمة ائتمانية ".
وأشار جيمس سانت أوبين، كبير مسؤولي الاستثمار في Sierra Investment Management إلى أنه كان يضيف المزيد من الأسهم وتكوين المراكز قبل تصريحات الفيدرالي.
بيد أن جيمس سانت أوبين أكد أنه بات يخطط لعكس هذا الموقف، الشراء، إذا بدأ الاتجاه في التغيير.
ولفت كبير مسؤولي الاستثمار في سيرا، إلى أنه لا يزال على أهبة الاستعداد لمزيد من الضغوط في النظام المصرفي.
اقرأ أيضًا..
بيانات قاتمة للغاية.. الأسواق تراهن على تدخلات صينية حاسمة
وتوقع أوبين أن أزمة المصارف يمكن أن تتفاقم بسبب ارتفاع الأسعار، ومنحنى العائد المقلوب، مما يجعل الإقراض أقل ربحية للبنوك.
وقال أوبين: "كلما طالت مدة بقاء منحنى السعر مقلوبًا زاد الضغط الذي يمارسه هذا المنحنى على النظام المصرفي، الذي أصبح غير مربح".
وأشار غيفري غوندلاش الرئيس التنفيذي لشركة DoubleLine Capital، إلى أنه إذا اتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي المسار المتشدد فسوف تنكسر الأسواق.
وأوصى غوندلاش الملقب بملك السندات، بزيادة المخصصات للسندات عالية الجودة مع تقليل حيازات الأسهم.
ولفت غوندلاش إلى أن زيادة العائدات جعلت السندات أرخص، وأكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن الدخل.
اقرأ أيضًا..
هبوط جماعي ورابح وحيد.. أسهم أوروبا تنتظر الفرج
وفي المقابل، يرى مارك هيبنستول، كبير مسؤولي الاستثمار في بن ميوتشوال أسيت مانجمنت، أن ارتفاع سوق الأسهم يهدد بتفاقم أسعار المستهلك.
وأشار هيبنستول إلى أنها نتيجة غير مرغوب فيها لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يكافح التضخم.
وقال هيبنستول: "المعدلات المرتفعة للفائدة ستؤدي في نهاية المطاف إلى كسر شيء ما في الاقتصاد".
وأضاف كبير مسؤولي الاستثمار في بن ميوتشوال: "إذا حدث هذا وسقط الاقتصاد في الركود الفعلي سيوجه ضربة كارثية للأسهم".
وفي غضون ذلك، قال جيروم باول، إن البنك المركزي الأميركي بحاجة إلى جمع المزيد من المعلومات حول الاقتصاد، لتحديد ما يجب فعله بعد ذلك.
وفاجأ أعضاء اللجنة الأسواق من خلال توقع زيادتين إضافيتين، بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام .
وهو ما أدى إلى ارتفاع عائدات سندات الولايات المتحدة قصيرة الأجل، وإغلاق الرهانات على أي تخفيضات للفائدة في عام 2023.
اقرأ أيضًا..
الفيدرالي لم يفاجئ الأسواق الآن.. ولكن رفع مستهدف الفائدة
وقال تاي هوي كبير المحللين الاستراتيجيين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في جي بي مورغان أسيت مانجمنت:" تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ستنعكس سلبًا على أداء الأسهم العالمية .
وأشار هوي إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي، اختار عدم رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 17 شهرًا، بيد أنه فتح الباب أمام المزيد من الارتفاعات في المستقبل.
وقال مستشار إليانز للتأمين محمد العريان: " كان لزامًا على الفيدرالي أن يشير إلى أنه سيوقف النهج التشديدي بالتزامن مع تبني هدف تضخم جديد يتراوح بين 3% و 4%".
وفي المقابل، أشار باول إلى أن التضخم ما زال أعلى بكثير من الهدف عند 2%، فيما سينهي العام الجاري عند مستويات 3.4%.
ولفت رئيس الفيدرالي إلى أن إعادة التضخم للهدف عند 2% ما زال أمامه طريق طويل .
وأشار العريان إلى أنه كان من المهم أن يترك الفيدرالي الأميركي المجال مفتوحا، أمام إمكانية المزيد من التشديد، حتى لا تقوم الأسواق على الفور بتسعير احتمالات ارتفاع تكاليف الاقتراض.
بيد أنه في المقابل كان من المفترض أن يشير الفيدرالي الأميركي، إلى أن نهجه المتشدد بشأن رفع الفائدة سيعتمد بشكل أقل على البيانات الاقتصادية، وفقًا للعريان.
وقال العريان إن الفيدرالي يجب يستند إلى نهج أكثر استراتيجية مدعوما بالتطور المتوقع على المدى الطويل لاقتصاد الولايات المتحدة.
وفي المقابل، أشار جيروم باول إلى أن اللجنة ستتخذ قرار الفائدة اجتماعًا باجتماع ولن تعطي توقعات بعيدة المدى.
اقرأ أيضًا..