كيف تفاعلت الأسواق مع البيانات "المفضلة" للفيدرالي؟
لا يزال الحديث عن موعد إنهاء دورة التشديد النقدي التي انتهجها الفيدرالي الأميركي منذ عامين تقريبًا، هو الحدث الأبرز الذي يشكل مسار الأسواق العالمية حتى الآن، وفي الوقت ذاته لا يخلو الأمر من بعض المناوشات النسبية والتأثيرات المحدودة للتوترات الجيوسياسة التي استوعبت الأسواق تأثيراتها بالفعل على غرار حربي غزة وأوكرانيا.
ومنذ ساعات، صدر اثنان من البيانات الأكثر متابعة من جانب الفيدرالي الأميركي، حيث صدرت بيانات المؤشر المفضل لدى الفيدرالي الأميركي لقياس التضخم، ومن شأن هذه البيانات توفير مزيد من الإشارات حول خطوات الفيدرالي القادمة بشأن السياسة النقدية جنبًا إلى جنب وطلبات الإعانة من البطالة.
وارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي على أساس شهري 0.4% في يناير، بنما زادت مطالبات إعانة البطالة الحكومية الجديدة الأسبوع الماضي 9 آلاف طلب إلى 215 ألف طلب.
نظرة عامة
وتشير البيانات التي صدرت أمس الخميس إلى أن التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ على أساس سنوي بيد أنه عاد للارتفاع على أساس شهري، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع صانعي السياسة النقدية في واشنطن إلى التريث قبل خفض أسعار الفائدة.
وفي غضون ذلك ارتفع عدد الأميركيين الذين قدموا مطالبات أولية للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي، مما يشير إلى ضعف سوق العمل نهاية هذا الشهر، في إشارة إلى مدى تأثر الشركات بأسعار الفائدة المرتفعة وهو ما حال دون التوسع في عمليات التوظيف.
وتظهر رهانات التجار في سوق العقود الآجلة للمعدن الأصفر ارتفاعا تدريجيا لأسعار الذهب والذي يأخذ منحى أكثر تسارعًا مع توقعات إجراء أول خفض لأسعار الفائدة في يونيو المقبل.
تسعير الأسواق
تتوقع الأسواق حاليا فرصة نسبتها 62 % لخفض سعر الفائدة الأميركية في يونيو، بحسب أداة فيد ووتش التابعة لمجموعة (سي.إم.إي).
ووفقًا لتوقعات المتداولين فإن خفض الفائدة ثلاث مرات يأتي بتوقعات مرتفعة بينما التخفيض الرابع يعد مستبعدًا حتى الآن.
وقبل شهر واحد فقط، أظهرت آلية تسعير الفائدة، إمكانية حدوث ما يصل إلى سبعة تحولات هبوطية في سعر الفائدة النقدية بينما كانت ترجح الخفض الأول في مارس.
اقرأ أيضًا- الإغلاق الفيدرالي.. كيف تغلق أكبر حكومة بالعالم؟
الدولار الآن
يتداول مؤشر الدولار الرئيس الآن أعلى مستويات الـ 104 نقاط بيد أنه بعيد بنحو 0.9 نقطة مئوية عن أعلى مستوياته منذ منتصف نوفمبر 2023.
وبحلول الساعة 12:30 بتوقيت دبي تخلى مؤشر الدولار الرئيس عن مكاسبه الطفيفة التي سجلها اليوم ليتداول قرب مستويات 104.14 نقطة.
وفي المقابل ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات طفيفًا إلى مستويات 4.264% بزيادة لا تتجاوز 0.009 نقطة.
الذهب الآن
وتتحرك أسعار الذهب في قناة عرضية ضيقية إلا أنها تحوم بالقرب من ذروة شهر أعلى مستويات الـ 2050 دولارًا للسبيكة.
وترتفع أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصغر تسليم أبريل بحلول الساعة 12:30 بتوقيت دبي هامشيًا، حيث تتداول قرب مستويات 2055 دولارًا للأوقية.
وفي غضون ذلك تتحرك الأسعار الفورية للذهب عند مستويات 2047 دولارًا للأوقية بزيادة 3 دولارات بحلول السعة 12:30 بتوقيت دبي.
العقود الآجلة
وأغلقت المؤشرات الرئيسة في وول ستريت ستاندرد آند بورز 500 وناسداك وداو جونز على ارتفاع، بنهاية تعاملات أمس الخميس، وسجلت المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب لشهر فبراير ، وذلك للشهر الرابع على التوالي.
وعن تداولات العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية، جلسة ما قبل التداول أو العقود المستقبلية، فقد دخلت جميعها في ارتفاع بقيادة مؤشر أسهم التكنولوجيا، ناسداك، الذي يندفع بفضل ارتفاعات أسهم الرقائق.
وزادت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز 0.1% إلى 39072 نقطة وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.25% إلى 5115 نقطة، بينما ارتفع العقود الآجلة لمؤشر أسهم التكنولوجيا بنسبة 0.45% إلى 18158 بحلول الساعة 11:50 بتوقيت دبي.
ما يقود السوق؟
يقول مات سيمبسون كبير المحللين لدى سيتي إندكس: "ساد الارتياح في الأسواق مع عدم وجود مفاجآت سيئة في تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي".
وأضاف كبير المحللين لدى سيتي إندكس: "ابتهج تجار الذهب من حقيقة تباطؤ نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي على أساس سنوي".
بينما يرى محلل الأسواق في كابيتال (Capital.com)، كايل رودا أن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي كانت مهمة، مشيرًا إلى أنها علقت غاندفاع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة".
وأضاف: "السبائك تتداول داخل نطاق محدد في الوقت الحالي، ومن المفاجئ أنها صامدة على هذا النحو الجيد، إلا أن التحول الحقيقي سيبدأ مع دخول شهر يونيو وتنفيذ أول خفض للفائدة".