خاص
خاص

شركات فوركس تستهدف الموظفين الصغار.. واللعبة تنتهي بالخسارة 

تستهدف شركات للتداول على الإنترنت طبقة العمالة والموظفين الصغار، وتنهب  منهم رواتبهم الصغيرة عبر العمولات و التداول على الهامش.

وتروج شركات التداول بالعملات (فوركس) خدماتها عبر إعلانات تظهر عمالاً تخلوا عن وظائفهم البسيطة وأصبحوا من أصحاب الملايين.

وأكد مختصون تحدثت إليهم "إرم الاقتصادية" أن هذه الفئة من المجتمع هي الأكثر تأثرا في حال خسرت أموالها، وخصوصا أنها تفتقر إلى مهارات التداول . 

ولفتوا إلى أن هذه  الشركات تدرك تماماً محدودية القدرات المالية لهذه الطبقة لكنها تسعى الى الاستفادة من أعدادها الكبيرة . وذكروا أن الغالبية العظمى من المتداولين الصغار يسعون إلى التداول السريع ويخسرون أموالهم. بينما تكون الشركات المستفيد  الاول من استقطاع عمولة كبيرة.

من هم الخاسرون؟

ووفقاً للإحصاءات التي ينشرها معظم وسطاء الفوركس، فإن 70-75% من المتداولين الأفراد الذين يستخدمون منصاتهم يتكبدون خسائر في نهاية المطاف. ويعني ذلك أنه من بين كل 100 متداول يقوم بالإيداع في حسابه بداية العام، فإن 25-30 فقط هم من يحققون أرباح وتنهي أرصدتهم عند مستوى أعلى من قيمة الإيداع الأولي.

وفي هذا السياق، لفت المحلل المالي ومدير موقع سبوتلايت ايدياز ستيفين بوب إلى أن هذه الشركات ليست مخالفة للقانون ، وأنه من حق العمالة والموظفين الصغار تداول العملات كغيرهم من الطبقات الاجتماعية.

لكنه أشار إلى وجود جانب عديم الأخلاق في بعض الاعلانات، لا سيما تلك التي توهم العامل البسيط بمكاسب سريعة للمال، مع علمها بأن اكثر من 90% من المتداولين يخسرون أموالهم.

وأوضح أن فئة العمالة والموظفين الصغار قد تواجه مشاكل لا تحتمل على مستوى الديون وخصوصا في حال اصبحت مدمنة على التداول.

وذكر أن بعض العائلات قد تواجه مشكلات انسانية ، بسبب جشع بعض شركات  التداول . ودعا بوب  الى تنظيم أشد لهذا النشاط، وأن يثبت المتداولون حدا أدنى من المدخول، وسط سوق صعب بسيولة ضخمة.

ويقدر المحللون الماليون الحجم اليومي لتداول العملات في سوق الفوركس بحوالي 5 تريليون دولار (5 ألاف مليار دولار يوميا) حيث أن ألاف الملايين من الدولارات تباع وتشترى كل ثانية.

ومن جهته أكد المختص ميلاد بعينه أن التداول في الفوركس بالنسبة لطبقة غير ماهرة وغير مؤهلة هي بمثابة لعبة حظ، أو مقامرة .

ولفت إلى أن العامل البسيط غير قادر على منافسة فريق من الباحثين الجامعيين في البنوك الكبرى وذات الخبرات التي تتجاوز عشرات السنوات. لذلك فإن نحو 90% من المتداولين الصغار يخسرون في نهاية المطاف أموالهم، وان شركات الفوركس غير آبهة بالجانب الإنساني في إعلاناتها.

ومن جانبه، أكد المحلل المالي علاء زريقات أن المشكلة في هذا النوع  من التداول هو الوقوع في الإدمان والتوهم بالربح السريع.

وذكر أن بعض الدول الأوروبية بدأت  تدرك هذه المشكلة و تدرس حظر شركات الفوركس تماما لكنه  رأى أن مثل هذا الحل يبدو جذريا مؤكدا أنه   لم يتخذ بعد، ودعا إلى ضرورة مراقبة أشد لهذا النشاط.

ورأى أن الجانب الإيجابي في التداول عبر الانترنت هو تشجيع المتداول على التثقيف ماليا ومتابعة الأخبار.

ويعتبر الخبراء الاقتصاديون أن أسواق العملات هي أسواق اعتيادية خلقتها التقنية وسهلت انتشارها في الآونة الأخيرة، ولتأثر سوق الفوركس بالتقنية، استطاع هذا السوق استقطاب مجموعات كبيرة من المستثمرين خلال السنوات الماضية بفضل انتشار التقنية ووسائل الاتصالات.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com