بيد أن الأيام القليلة الماضية، شهدت موجة من التصريحات المتشددة لواضعي السياسة النقدية الأميركية، والتي التقت مع توقعات بنوك عالمية كبرى، بشأن رفع السقف النهائي لأسعار الفائدة.
وباتت الأسواق تقترب الآن من حالة يقين بشأن قرار الفيدرالي الأميركي في الاجتماع المقبل، نوفمبر، والذي يبدو أنه بات محسومًا لصالح زيادة جديدة بواقع 25 نقطة أساس.
ومنذ بدأت رحلة التشديد النقدي لبنك الاحتياطي الفيدرالي أسفرت اجتماعات لجنة السياسة النقدية، عن 12 زيادة لأسعار الفائدة، إضافة إلى توقفات مؤقتة في اجتماع سبتمبر الماضي واجتماع يونيو.
وخلال معركة بنك الاحتياطي الفيدرالي مع معدلات التضخم القياسية، ارتفعت أسعار الفائدة بأكثر من 500 نقطة أساس من مستويات قرب الـ صفر إلى 0.25% إلى مستويات بين 5.25% و 5.5%.
وفي وقت سابق كانت الأسواق ترجح أن يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة، مع بداية العام المقبل 2024، أو نهاية العام الجاري 2023.
بيد أن الترجيحات باتت تتجه إلى تأخر موعد خفض الفائدة، مع إعادة تسعير ذروة مستويات العائد على الأموال الفيدرالية، والتي يراها البعض قد تصل إلى 7%.
وفي غضون ذلك توقع عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أتلانتا رافائيل بوستيك، أن يقترب التضخم من المستوى المستهدف البالغ 2% بحلول نهاية عام 2025.
ولفت رافائيل بوستيك إلى أنه يرى أن قرار السياسة النقدية، بشأن خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة، لن يأتي قبل الربع الأخير من عام 2024.
وفي الوقت ذاته نبه عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أتلانتا إلى أن القضايا الجيوسياسية التي تؤثر على أسعار الطاقة يمكن أن تدفع التضخم إلى الأعلى.
ورجح عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في أتلانتا، أن تستوعب الشركات الأميركية ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل.
وفي الوقت ذاته أشار بوستيك إلى أن سوق العمل، بدأ بالفعل في الاستقرار ومن المتوقع أن تتباطأ زيادة الأجور .
وفي غضون ذلك كررت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في كليفلاند لوريتا ميستر، تأكيد رغبتها في رفع أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل.
وترى ميستر أنه من الأفضل رفع أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، إذا استمر الوضع الاقتصادي الحالي داخل الولايات المتحدة، بواقع 25 نقطة أساس.
وبينما تؤيد ميستر رفع أسعار الفائدة، لفتت رئيس الفيدرالي في ولاية كليفلاند، إلى أن ارتفاع العائد على المدى الطويل سيؤثر على توقعات السياسة النقدية.
وقالت لوريتا ميستر: "ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل سيضغط على النمو الاقتصادي داخل الولايات المتحدة".
وفي الوقت ذاته أشارت ميستر إلى أن اقتصاد الولايات المتحدة يسير في اتجاه جيد، وسط استعادة التوازن المستمرة بين العرض والطلب حتى الآن.
ولفتت ميستر إلى أنه من المحتمل أن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي قد اقترب من الوصول إلى ذروة رفع أسعار الفائدة.
بيد أنها في المقابل أكدت أن البنك لن يقوم بأي خفض لمعدلات الفائدة في القريب العاجل، حيث تتوقع أن يصل التضخم إلى 2% بحلول نهاية عام 2025.
وبعد موجة من التصريحات المتشددة لمسؤولي الفيدرالي الأميركي خلال مؤتمر اقتصادي في ولاية بنسلفانيا الأميركية، عاد الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان للتحذير من سيناريو الأزمة.
ويرى جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان أن الأسواق العالمية ليست مستعدة مع سيناريو، قد يضطر فيه الفيدرالي الأميركي لرفع الفائدة 150 نقطة أساس.
وكرر الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان توقعاته، بشأن احتمال أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على رفع أسعار الفائدة بواقع 150 نقطة أساس إلى 7%.
وقال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان: "إن الفيدرالي الأميركي ربما يكون بعيدًا عن الانتهاء من دورة التشديد النقدي، وقد يضطر لرفع الفائدة بشكل أكبر للسيطرة على التضخم".
وأشار الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان إلى أنه في حال وصلت الفائدة إلى هذا المستوى الذي أشار إليه ديمون، فسيكون هذا أعلى معدل لها منذ ديسمبر 1990.
وفي رسالة للأميركيين، لفت جيمي ديمون إلى أن الأميركيين يجب أن يستعدوا لارتفاع أسعار الفائدة، مشيرًا إلى تأكيدات أعضاء الفيدرالي انفتاحهم على المضي قدمًا لرفع الفائدة لمواجهة التضخم.
وقال ديمون: "إن معدل فائدة عند 7% من شأنه أن يمحو من التفاؤل الأخير، بأن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي قادرون على صناعة هبوط ناعم.
وأضاف جيمي ديمون: "أن الانتقال من أسعار فائدة من صفر إلى 5% فاجأ الأسواق، لكن لم يكن أحد ليتوقع أنها ستتجاوز هذا المستوى، مشيرًا إلى أن الفيدرالي قد كسر تلك العتبة بالفعل وصولا إلى 5.5%".
وقال رئيس الفيدرالي: "وفقا للتوقعات، قد يقرر الفيدرالي الأميركي رفع الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المقررة في وقت لاحق من العام الجاري".
وقال رئيس الفيدرالي: "سوف نرى ما إذا كان الفيدرالي الأميركي سيرفع الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المتبقية هذا العام، ولكن سيعتمد ذلك على البيانات الاقتصادية".
وفي المؤتمر ذاته لفتت ميشيل بومان"، عضو يحق له التصويت في مجلس الاحتياطي الفيدرالي"، إلى أن البنك قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر، من أجل استعادة استقرار الأسعار بشكل كامل.
وقالت بومان: "من المرجح أن يتجه الفيدرالي الأميركي إلى رفع أسعار الفائدة مجددا، حيث سيكون من الأفضل الإبقاء على الفائدة المرتفعة عند مستوى مقيد لبعض الوقت".
وأكدت عضو الفيدرالي بومان أنها على استعداد لدعم زيادة سعر الفائدة، في أي اجتماع مستقبلي للاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
ولفتت بومان إلى أنه إذا أشارت البيانات إلى أن التقدم في التضخم، قد توقف أو كان بطيئا للغاية، بحيث لا يتمكن من إعادته إلى 2% في الوقت المناسب سوف أدعو إلى رفع الفائدة.