أسواق الأسهم العالمية تسجل أفضل أداء لها منذ 2019 في 2023
سجلت أسواق الأسهم العالمية أقوى أداء لها في عام 2023 منذ عام 2019، بعد الارتفاع القوي الذي استمر خلال الشهرين الأخيرين، حيث يراهن المستثمرون على أن البنوك المركزية الكبرى قد انتهت من رفع أسعار الفائدة وستخفضها بسرعة في العام المقبل.
وارتفع مؤشر MSCI العالمي، وهو مقياس واسع لأسهم الأسواق المتقدمة، بنسبة 16% منذ أواخر أكتوبر الماضي، بينما ارتفع بنسبة 22% هذا العام، وهو أفضل أداء له منذ أربع سنوات، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وجاء ذلك الارتفاع بقيادة أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأميركي، الذي ارتفع بنسبة 14% منذ أكتوبر، و24% على مدار العام.
وكانت المكاسب مدفوعة بالتحول الكبير في توقعات أسعار الفائدة في أعقاب سلسلة من البيانات الأخيرة التي أظهرت انخفاض التضخم بأسرع من المتوقع في الاقتصادات الغربية.
كما أدى الإجماع المتزايد على أن تكاليف الاقتراض ستنخفض بقدر حاد في عام 2024 إلى ارتفاع سوق السندات، مما جذب المستثمرين إلى الأسهم في سعيهم لتحقيق عوائد أعلى.
وعزز بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الاتجاه في منتصف ديسمبر عندما أشارت توقعات سياسته إلى تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة في العام المقبل.
وقال الخبير الاستراتيجي في شركة تي رو برايس لإدارة الأصول، تيم موراي، إنه بمجرد تحول الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تحول وضع المستثمرين إلى حالة ذهنية إيجابية، وهو أمر من غير المتوقع حدوثه في هذا العام.
واقترب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأميركي من الرقم القياسي المسجل في يناير 2022 قبل أن ينخفض بنسبة 0.3% في يوم التداول الأخير.
وحقق المؤشر ارتفاعاً بنسبة 0.3% خلال الأسبوع الأخير من العام مسجلاً مكاسب للأسبوع التاسع على التوالي في أطول سلسلة ارتفاعات منذ بداية عام 2004.
وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر بلومبرغ الإجمالي العالمي لديون الحكومات والشركات بنسبة 6% هذا العام، بعد أن انخفض بنحو 4% في منتصف أكتوبر.
وانخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وهو معيار للأصول المالية العالمية التي تتحرك عكسيا مع أسعار السندات، إلى 3.87% من أكثر من 5% في أكتوبر الماضي، مع استمرار التضخم في الانخفاض.
وارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بنسبة 3.1% خلال العام المنتهي نوفمبر، مقارنة بـ 9.1% في الأشهر الـ 12 حتى يونيو 2022.
وانخفض التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4%، وهي أبطأ وتيرة سنوية منذ يوليو 2021، في حين تباطأ التضخم في المملكة المتحدة بشكل حاد إلى 3.9%.
ويتوقع المستثمرون حدوث 6 تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي بحلول نهاية عام 2024، وهو تحول صارخ من المخاوف من ارتفاع تكاليف الاقتراض لفترة أطول، والتي أدت إلى عمليات بيع سندات عالمية في الخريف.
ويرى بعض المستثمرين أن الأسواق تبالغ في التفاؤل بأن التضخم سيستمر في الانخفاض دون أن ينزلق الاقتصاد الأميركي إلى الركود.
وقال جريج بيترز، كبير مسؤولي الاستثمار المشارك في PGIM Fixed Income: "أتوقع أن بعض التوقعات المتعلقة بتخفيضات أسعار الفائدة ستبدأ في التلاشي في العام الجديد".
وقادت مجموعة من أسهم التكنولوجيا الكبرى جزءا كبيرا من المكاسب في وول ستريت هذا العام، رغم أن الارتفاع اتسع في الأسابيع الأخيرة إلى ما يسمى "العظماء السبعة" - أبل، ومايكروسوفت، وألفابت، وأمازون، وتيسلا، وميتا، وإنفيديا.
وارتفع مؤشر ناسداك المركب الذي تهيمن عليه التكنولوجيا بنسبة 43% هذا العام، وهو أفضل أداء له منذ عقدين.
على النقيض من ذلك، تخلف مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن عن الأسواق الأميركية والأوروبية، حيث ارتفع بنسبة تقل عن 4% في عام 2023.